هلا أقمت فكان الرشد أجمعه ... لو أنني حين بان الرشد أتبعه
لو أنني لم تقع عيني على بلد ... في سفرتي هذه إلا وأقطعه
يا من أقطع أيامي وأنفدها ... حزنًا عليه وليلي لست أهجعه
لا يطمئن بجنبي مضجع وكذا ... لا يطمئن به مذ بنت مضجعه
ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني ... به ولا أن بي الأيام تفجعه
حتى جرى الدهر فيما بيننا ... عسراء تمنعني حقي وتمنعه
وكنت من ريب دهري جازعًا فرقًا ... فلم أوق الذي قد كنت أجزعه
بالله يا منزل القصر الذي درست ... آثاره وعفت مذ بنت أربعه
هل الزمان معيد فيك لذتنا ... أم الليالي التي أمضته ترجعه
في ذمة الله من أصبحت منزله ... وجاد غيث على مغناك يمرعه
من عنده لي عهد لا يضيع كما ... عندي له عهد صدق لا أضيعه
ومن يصدع قلبي ذكره وإذا ... جرى على قلبه ذكري يصدعه
لأصبرن لدهر لا يمتعني ... بد ولا بي في حال يمتعه
علمًا بأن اصطباري معقب فرجًا ... فأضيق الأمر إن فكرت أوسعه
عل الليالي التي أضنت بفرقتنا ... جسمي ستجمعني يومًا وتجمعه
وإن تغل أحدًا منا منيته ... لابد في غده الثاني سيتبعه
وإن يدم أبدًا هذا الفراق لنا ... فما الذي بقضاء الله نصنعه
لشهاب الدين السهروردي
أبدًا تحن إليكم الأرواح ... ووصالكم ريحانها والراح
1 / 7