197

نقلت هذا الحديث عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال : «إن الشهداء الثلاثة حملوا إلى السماء على سرر من ذهب ورأيت نقصا في سرير «عبدالله بن رواحة» قياسا لسريري الشهيدين الآخرين ، فسئل عن سبب هذا؟ قال : مضيا ، وتردد بعض التردد ثم مضى» ، فالتعبير بالرؤية في الرواية له معنى عميق وهو نموذج من نماذج الشهود.

3 وهناك حديث في تفسير الآية : ( وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما أنزل اليهم ). (آل عمران / 199)

يقول : إن سبب نزول الآية هو النجاشي ملك الحبشة ، فانه عندما توفي أخبر جبرئيل الرسول بالأمر ، فدعا الرسول المؤمنين لأن يصلوا على أحد اخوتهم ، فسألوا : من هو؟ أجاب : النجاشي.

ثم جاء الرسول إلى مقبرة البقيع ، فتجلت له بلاد الحبشة وتابوت النجاشي من المدينة ، فصلى عليه (1).

4 وقد جاء في تاريخ ام الرسول آمنة عليها السلام ، أنها نزل عليها ملك عندما كان الرسول في رحمها وقال لها : إن في رحمك سيد هذه الامة فقولي عند ولادته : إني أعوذ بالله الأحد من شر الحاسدين ، وسميه «محمدا» ، وقد شاهدت عند حملها أنه خرج منها نور أضاء لها قصور بصرى من أرض الشام! (2).

وهذا الحديث يكشف عن إمكان حصول حالة الشهود لغير الأنبياء والأئمة.

5 وفي الحديث المعروف : أن أمير المؤمنين عليه السلام كان في بعض حيطان فدك وفي يده مسحاة فهجمت عليه امرأة من أجمل النساء فقالت : يا ابن أبي طالب إن تزوجتني أغنك عن هذه المسحاة وأدلك على خزائن الأرض ويكون لك الملك ما بقيت ، قال لها : «فمن أنت حتى أخطبك من أهلك؟».

قالت : أنا الدنيا : فقال عليه السلام : «ارجعي فاطلبي زوجا غيري فلست من شأني فأقبل على مسحاته وأنشأ».

Page 207