فالمسلم أنه كان مع علم الله أزليا ، وإذا كان المراد منه ألفاظه وكتابته ونزوله بواسطة الوحي ، فهذا حادث في زمن بعثة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بلا شك ، وعلى أية حال ، فالهدف من هذا الحديث كان بيان وجه تسمية «علم العقائد» ب «علم الكلام».
* شرح الآيات وتفسيرها
** الوحي شمس مشرقة :
لقد انعكس صدى الوحي في القرآن الكريم بشكل واسع.
حيث أشارت مئات الآيات إلى الوحي كمصدر عظيم للعلم والمعرفة ، وأشارت بعضها إليه بهذا العنوان «الوحي» وبعضها ب «التنزيل» و «الانزال» وبعضها ب «تبيين الآيات الإلهية» وبعضها ب «تكليم الله للرسل» ، وبمصطلحات اخرى.
وأفضل تعبير يذكر في هذا المجال أن يقال : إذا كان العقل في المنظار القرآني بمثابة «مصباح» شديد الاضاءة لكونه مبينا للحقائق ، فإن الوحي «كالشمس» الساطعة التي تضيء أرجاء المعمورة».
اشير في الآية الاولى إلى ثلاثة طرق من طرق اتصال الأنبياء بالله عز وجل ، حيث قالت : ( وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء انه على حكيم ) فالطريق الأول هو الايحاء ، والثاني هو التكلم من وراء الحجاب كما تكلم الله مع موسى في جبل طور سيناء ، والطريق الثالث هو إرسال رسول لابلاغ الخطاب الإلهي إلى النبي ، كما كان يهبط جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله لإبلاغه الخطابات الإلهية.
وعلى هذا ، فالالهام القلبي وايجاد الأمواج الصوتية وهبوط ملك مكلف بنقل الوحي ، ثلاثة طرق لاتصال الأنبياء بعالم ما وراء الطبيعة.
والآية الثانية بعد أن أقسمت بالنجم قالت : ( وما ينطق عن الهوى * ان هو الا وحى يوحى ).
Page 168