150

التي جاءت في أول البحث تفسر الآية : ( والله اخرجكم من بطون امهاتكم لاتعلمون شيئا )، فتكون المعلومات الفطرية مستثناة من هذه الآية.

** سؤال آخر :

وقد يطرح هنا سؤال آخر عكس السؤال الأول وهو : أن القرآن الكريم في الكثير من الآيات أطلق مفردة «التذكير» على علوم الإنسان ، مثل : ( إن فى ذلك لآية لقوم يذكرون ). (النحل / 13)

ويقول في آية اخرى : ( وما يذكر الا اولوا الألباب ). (آل عمران / 7)

وفي اخرى أيضا : ( ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون ). (البقرة / 221)

ألم يكن المراد من هذه الآيات وهو نفس ما ذهب إليه افلاطون ، أي أن العلوم عبارة عن تذكير لما هو موجود في سريرة الإنسان ، وحاصل عنده منذ القدم؟

** الجواب :

إن «التذكير» من مادة «ذكر» ومعناه الأولي كما يقول أئمة اللغة هو الحفظ ، وكما يقول الراغب في مفرداته : الذكر قد يطلق على حالة نفسية تعين الإنسان على حفظ العلوم والمعارف ، وقد يقال لحضور الشيء في القلب ، أو البيان ، وما جاء في لسان العرب قريب لما جاء في المفردات ، حيث قال : الذكر ، يعني الحفظ كما يعني الموضوع الذي جرى على الألسن.

وعلى هذا ، فالذكر والتذكر لا يعني حضور الشيء في القلب بعد النسيان أو استعادة الذكرى فقط ، بل يشمل جميع المعلومات.

Page 160