133

وقد شرحنا سابقا كلام الإمام علي عليه السلام للإمام الحسن عليه السلام حول تأثير التاريخ على طول عمر الإنسان ، طول يمتد بامتداد أعمار جميع البشر من حيث المعرفة والتجربة.

وهناك عبارات جميلة له عليه السلام حول جريان السنن التاريخية حيث يقول :

«عباد الله إن الدهر يجري بالباقين كجريه بالماضين ، يعود ما قد ولى منه ، ولا يبقى سرمدا ما فيه ، آخر فعاله كأوله ، متشابهة اموره ، متظاهرة أعلامه» (1).

وفي تفسيره للإيمان باعتباره ذا أربعة أعمدة الصبر واليقين والعدل والجهاد)، يقول : «اليقين منها على أربع شعب ، على تبصرة الفطنة وتأول الحكمة ، وموعظة العبرة وسنة الأولين» (2).

** ويقول عليه السلام في موضع آخر :

«واعلموا عباد الله أنكم وما أنتم فيه من هذه الدنيا على سبيل من قد مضى قبلكم ، ممن كان أطول منكم أعمارا ، وأعمر ديارا ، وأبعد آثارا ، أصبحت أصواتهم هامدة ، ورياحهم راكدة ، وأجسادهم بالية ، وديارهم خالية ، وآثارهم عافية ، فاستبدلوا بالقصور المشيدة ، والنمارق الممهدة ، الصخور والأحجار المسندة ، والقبور اللاطئة الملحدة التي بني على الخرب فناؤها وشيد بالتراب بناؤها» (3).

** ويقول في خطبة اخرى :

«فاعتبروا بما أصاب الامم المستكبرين من قبلكم ، من بأس الله وصولاته ووقائعه ومثلاته ، واتعظوا بمثاوى خدودهم ومصارع جنوبهم» (4).

** كما يقول في نفس الخطبة :

«فانظرو كيف كانوا حيث كانت الأولاد مجتمعة والأهواء مؤتلفة ، والقلوب مهتدلة

Page 143