حرف ولا اسم ولا فعل
لا تستطيع سلوكه النمل[205-أ]
وصم فإني بحمله الحمل
القوم مذ رحلوا ومذ حلوا
أعلامهم لعلومهم تتلوا
هبت عليك لمازها العقل
ومما اشتهر له في الأقطار وسار مير شمس النهار لغزه الذي حارت"به" حله الأفكار وعجز عنه أعلام عصره النظار أرسل به من (تعز) إلى (صنعاء) ومستهله:
هدية وافت إلى صنعاء اليمن
وتصطفي من بينهم فلانا ... تخص أرباب العلوم والفطن
لازال في عين العلي إنسانا
وهو قريب ستين بيتا وأرسله أيضا إلى (زبيد) وجعل أوله:
هدية وافت إلى زبيد ... تخب في مهامه وبيد
وأجاب عنه الفقيه الجهمي من اهل أصاب، بجواب حسن ولكنه لم يصب، وأجاب عنه أيضا السيد بدر الدين محمد بن هاشم بن (يحيى) الشامي الآتي ذكره ولم أقف على جوابه، وسمعت أنه أخذ عنه كثيرا من ألفاظ أرجوزة صاحبة الترجمة واستعمل ما يناسب ذلك اللغز من المعاني واختلاف الأوصاف، والتعبير بطرق مختلفة كما فعله صاحب الترجمة وأنه لما وصل هذا الجواب إلى صاحب الترجمة ظن أن المجيب قد وقف على حقيقته، وظهر له ما ألغزه، فأجاب عليه بأبيات وسلم له فيها حله للغز فقال من أبيات:
إلا فتى أوحى إليه وحيا ... محمد بن هاشم بن يحيى
وأنهما لما اجتمعا قال له صاحب الترجمة قد سلمت لك حله ولكنك ألغزت في جوابك ولم تبين المراد به، فأخبرني ما هو؟، وما أردت به في جوابك فقال هو في الماء. فقال له صاحب الترجمة والله ما هو فيه وكيف يكون ذلك وقد قلنا:
وهاهنا يحسبه الظمآن
لأنه والنار قد توافقا ... ماء فلا يسعده البيان
وقلبه لقلبها قد وافقا
وسمعت أيضا أن المتفق منه هذا مع صاحب الترجمة [206-أ]هو الفقيه ضياء الدين سعيد بن علي القرواني، وأنه قال له: إن أصبت في الجواب فذاك وإلا أفضلتم بحله فخدعه صاحب الترجمة بالتسليم حتى بين ما ألغزه في الجواب، ثم أنكر أن مراده ذلك.
Page 302