207

Nafḥāt

نفحات1

Genres

ومنها أيضا (شرح القاموس في الفرائض)، و(القاموس) هو للإمام المهدي [92أ-ج] أحمد بن يحيى المرتضى وهو من أعجب المختصرات وأجمعها للمسائل مع خلوه عن الإسهاب والتطويل، كما فعله العصيفري في مفتاحه، ومنها مقدمة في الضرب والقسمة وكان صاحب الترجمة أية باهرة في معرفة رجال الحديث وضبط المشتبه في أسمائهم وكناهم، والجرح والتعديل يلحق في هذا الفن بالأوائل، وكان صلبا في دينه لا يماري أحدا ولا يحابي كبيرا ولا صغيرا، وإذا أعتقد شيئا أو ظنه فلا يكاد يرجع عنه أصلا وخلقه كخلق المحدثين مع كونه يميل إلى التصوف، وقلده الإمام المنصور ابن المتوكل القضاء بثلاء مدة وبصنعاء أيضا مدة، وولي الأوقاف الثلائية وكان يتردد كثيرا بين صنعاء وثلاء.

ثم ولاه الإمام المهدي بن المنصور الأوقاف الصنعانية، وقلده القضاء أيضا فعمر الأوقاف وزادت مستغلاتها زيادة كبيرة، وجرى بينه وبين القاضي العلامة يحيى بن صالح السحولي الآتي ذكره ما يجري بين الأقران، فلم يزل ينافسه وسعى به عند الإمام المهدي رحمه الله حتى حبسه الإمام المهدي في القصر نحو سنتين وأخربت داره التي عمرها بمدينة ثلاء، واتفقت أمور يطول شرحها [157-أ].

وكتب إليه سيدي محمد بن هاشم الشامي يسليه ويواسيه بهذه القصيدة البليغة:

ترقب بعد ذا الريح انفتاحا

وكم متجرع في السير مرا

ورب كريهة سأت فسرت

وخير من هنا نخشى انقضاه

فتركيب الدهور على إختلاف

وحال المرء كالمراءة تحكي

وكل يحسب الأشياء مما

إذا صدح الحمام يقول غنى المنعم

وإن برق أنار يقول هذا افترار

وقطر المزن شبهه دموعا

وقال الشهب حائرة أناس

وجمع الفرقدين يقال وصل

وقال الفجر قاطع لذة من لها

وقبل الغصن لما مال قد

وقضى الصبح والآصال نوحا

وميزان الزمان بكفتيه

يقرب هازلا ويريح جدا

وكم ياسوا بوزن راجح كي

وكم دار الزمان فراح يسقي

وكم أعطى فتى من بعد سلب

وكم سهم بريش ورب طير

وكم رقاء إلى العلياء ندبا

Page 251