166

Nafahat Canbar

نفحات1

Genres

ثم قلد صاحب الترجمة القضاء بصنعاء وكان أحد أعيان حضرته ورؤوساء أعلام دولته، واستمر ذلك إلى أن جاءت الدولة المنصورية فزاد حظه وعظمت رياسته، وجعل بنظره القضاء في جميع البلدان، والنظر في المظالم، وكان كثير القيام في دفعها وإعانة المظلوم وإنقاذه بحسب الحال، وكان أيضا شديد التحري في الدماء ويقول: إن التدارك في الأموال، والتعزير والحدود وغيرها مما يمكن بخلاف الدماء، وكان يعتني بدفع الضرر أكثر من جلب النفع، وكان الوزراء آل راجح يميلون عنه ويتتبعون ما يجدونه به سبيلا إلى ميل المنصور عنه، ونكبه أياما يسيرة وصادرهة [......](1) آلاف قرش، ثم أعاده إلى أعظم من حاله الأول لعدم وجود من يقوم مقامه ويجمع [74ب-ج] أوصافه الحميدة من العقل والرصانة والعلم وحسن التدبير وجودة الرأي والدهاء، وإصابة المشورة والدين المتين، والتأني والحلم وحسن الخلق والبلاغة في الإنشاء والخط الحسن العجيب، والكمالات الكثيرة[118-أ] وكان عند المنصور عظيم الجاه مقبول النصيحة، نافذ الكلمة، معظما مبجلا، مساعدا على ما يرونه من المعاونة، وعلقه بأعمال كثيرة، وكذلك كان عند المتوكل، ولم يزل على حاله الجميل حتى جاءت الدولة المهدوية فسعى في التدبير وبذل النصيحة والمعاونة حتى استقام الحال، وكان قد كبر سنه ورأى أن الوزير صفي الدين النهمي مما يطمئن به خاطره لما هو عليه من صدق اللهجة ومحبة الخير وتأثيرما يطابق مراد الله تعالى، فكان صاحب الترجمة لا يتصل بالمهدي إلا يوم الخميس من الوعد (2) فقط فيقضي أغراضه ويسعى في نفع المسلمين والمناصحة، وكان يغلظ للمهدي في القول والمهدي يعظمه غاية التعظيم، ويتلقى أقواله بالقبول ويعمل بنصائحه ومشوراته، وكان يحذره من المسارعة في قتل النفوس ومن التعرض للإجبار والأوقاف ويقول: إن من تعرض لها سلب الله عنه الملك، وكان يقول: لولا أن في بقائه في التعليقات

Page 210