165

Nafahat Canbar

نفحات1

Genres

وأخذ عنه جماعة كالقاضي أحمد قاطن كما سيأتي في ترجمته، والسيد يوسف بن الحسين زبارة، والفقيه العلامة العامل حسين بن علي العوامي، وكانت طريقته في الإفادة كطريقة شيخنا البرهان، وقد ذكرتها في ترجمته من أنه يورد الكلام على التلميذ فإن أشكل عليه أو فهم غير المراد استفسره وعد نفسه كالمتعلم فإن يكن قد فهم المراد قرره وإن يكن فهمه قاصرا كلمه أو ينقلب عليه الخوض فهمه مراد المصنف على أسلوب ليس فيه تغليظ ولا تغليط، ثم لا يمل المراجعة ولا يحتد له طبع ولا يعتريه كبر بل إن ظهر الحق مع المراجع له رجع إليه وصرح له بأن الحق ما قاله وإن أشكل البحث راجعه وقرره في موقف آخر [117-أ] فإذا كان الحق مع تلميذه (أعلى) بأن البحث الفلاني الحق فيه هو ما فهمته أنت منه، ونحن غلطنا أو حصل معنا تركيب أو نحو ذلك، وإذا رأى أنه قد أتعب تلميذه أدنى تعب، استعطفه واعتذر إليه بل هذا حاله مع فتيانه ومماليكه، وكان عمه السيد العلامة علي بن الحسين الشامي متوليا أوقاف صنعاء ثم وليها بعده والده العلامة [39ب-ب]عبد الرحمن بن الحسين الشامي، ولما جاءت الدولة المتوكلية أرسل المتوكل القاسم بن الحسين لصاحب الترجمة ورغبه في أن يكون بنظره من قصد من الفقراء والأغراب من تهامة وغيرها، فساعده على ذلك وعمر له بيتا ليستقل بنفسه، وكان يرسل إليه بالكسوات الكثيرة المتنوعة، ويفوضه فيها لكل بما يليق به ويرسل إليه بشيء واسع من الدراهم يفرقه على الواصلين، وكان مثله في هذه الوظيفة الفقيه علي بن أمير الدين، وهو أيضا من الصالحين.

[الأعمال الموكلة إليه]

Page 209