ولا الهجر منهن الوشيح المقوم[44ب-ج]
أنهنه من عزمي سليما طغى به
من العزم محمي الذمار مصمم(1)
فيطغى إلى شأو العلا وتصبري
يجاذبه فالعزم بالصبر ملجم(2)
وإني لتزهيني لدى الفضل ظمرة
وما يزدهي عندي لدى الجود حضرم
أسير أخا طمرين والفضل فيهما
وذو الجهل يزهيه الرد ىالمنمنم
ويعجبني سيف لدى الروع يتقيفتقي
وطرف أشم المنكبين مطهم
صبور على العلات لا يستفزه
خطير ولا يثنيه خطب ململم
أجاذبه علك الشكيم فينثني
وأرخي له جذب البري فيجمجم
وشمليلة مثل الشهاب إذا مشت
تقول بأعلى قنة الدو قشعم
عرفت بها كل النواحي عسى أرى
محلا به يحلو من العيش مطعم
ولا علم لي والأرض واسعة الفلا
بأنك يا مولى المعالي ميمم
كريم من البطحا من آل هاشم
همام تيليذ المستغيث وتيعصم
مليك بعلياء الخلافة واقف
عليه من الفضل الرواق المخيم
إذا ما انتمى في نسبة هاشمية
تسامى به البيت العتيق المحرم
نداه يجاري بطشه وانتقامه
فلم أدر أي السابقين المعلم
ومطمع نفس في معاليك مقلة
تراءت لها في صفحة البحر أنجم
يساعدك الجبل الأبي الخيل الآتي بما ترى
على أنه في حومة الروع ديلم
وتأتي فلا يتدري أيلقى بنفسه
إليك فينجو أم يفر فيسلم
ويأتيك بعض الجيش بالبعض رهبة
كأنك ما بين الخميسين طلسم
إذا منعت منك الخلافة نفسها
فلا جادها إلا الحديد المثلم
وكيف بها لم ترض إياك مالكا
وأنت لها كف وزند ومعصم[69-أ]
فأجازه الممدوح فيها بما أقر عينه، ثم وفد إليه في سنة سبع وستين ومائة وألف [45أ-ج] فلم يحظ منه بطائل، فرجع خائبا وأرسل إليه برسالة بليغة تتضمن عتابا واستعطافا ومدحه في أخرها بقصيدة عظيمة أولها:
بلوغ المنى وصل الأحبة فأعلم ... ولا تنثني عن مغنم خوف مغرم
Page 148