الخير عند حسان الوجوه). وقال الشاعر:
لا تسأل المرء عن خلائقه ... في وجهه شاهد من الخبر
فأنا مفتاح خزائن الأرزاق، وبي يستفتح باب الكريم الرزاق، وكفاني دليلًا على الفضل والكمال، (إن الله تعالى جميل يحب الجمال)، لقد سمعت أقاويلك التي قدمتها بين يديك، وزعمت أنها حجة لك وهي حجة عليك، ولا جرم أن (لسان الجاهل مفتاح حتفه)، وكم من حجة قتل بصارم بغيه وحيفه، وأما انسلاخي منك فمن أملح الُملَحِ لي والغرر، وهل يحق لأصناف الأصداف أن تنافس نفائس الدرر؟ أليست تلد الأمة ربتها حرة نجيبة، وقد قالوا
إن الليالي حبالي ... يلدن كل عجيبة
وأما تقدمك على فمن العادة، تقدم الخدم بين يدي السادة.
أوما ترى أن النبي محمدًا ... فاق البرية وهو آخر مُرْسَل
على أنه (أول ما خلق الله النور)، كما ورد عن جابر في خبر المأثور، وأما نحلى صفوتك بتجلّي الحق تعالى في السِّحَر، فليس إلا لمن أحيا أحيانك بالمجاهدة والسهر، على أن أوقاتي كلها أسحار، فكم جلوت بشموس الأنوار غياهب الأستار، وأما زهوك بقضية ظهور سيد ولد آدم، الذي هو نتيجة مقدمات الكون وزبدة العالم، فهل وقع اتفاق الرواة على ذلك، وأنَّى لك هذا وصبح طلعته يمحو سوادك الحالك،
1 / 134