لأن من أحب الحياة بالعمل النافع تفتح له الحياة أعماقها، وتدنيه من أبعد أسرارها. •••
ولكن إذا كنتم وأنتم في الآلام تدعون الولادة كآبة، ودعامة الجسد لعنة مكتوبة على جباهكم، فإنني الحق أقول لكم، إنه ما من شيء يستطيع أن يمحو هذه الكتابة ويغسل جباهكم من آثارها سوى سعيكم وجهادكم.
وقد ورثتم عن جدودكم القول إن الحياة ظلمة، فرحتم في عهد مشقتكم ترددون ما قاله قبلكم جدودكم المزعجون.
فالحق أقول لكم، إن الحياة تكون بالحقيقة ظلمة حالكة إذا لم ترافقها الحركة،
والحركة تكون عمياء لا بركة فيها إن لم ترافقها المعرفة،
والمعرفة تكون عميقة سقيمة إن لم يرافقها العمل،
والعمل يكون باطلا وبلا ثمر إن لم يقترن بالمحبة؛ لأنكم إذا اشتغلتم بمحبة فإنما تربطون أنفسكم وأفرادكم بعضها ببعض، ويرتبط كل واحد منكم بربه. •••
وما هو العمل المقرون بالمحبة؟
هو أن تحوك الرداء بخيوط مسحوبة من نسيج قلبك، مفكرا أن حبيبك سيرتدي ذلك الرداء.
هو أن تبني البيت بحجارة مقطوعة من مقلع حنانك وإخلاصك، مفكرا أن حبيبك سيقطن في ذلك البيت.
Unknown page