قال : كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديقة بني فلان والباب علينا مغلق إذ استفتح رجل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا عبد الله بن قيس، قم فافتح له الباب وبشره بالجنة فقمت، ففتحت الباب فإذا أنا بأبي بكر الصديق فأخبرته بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فحمد الله ودخل وقعد، ثم أغلقت الباب فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ينكت بعود في الأرض فاستفتح آخر فقال : يا عبد الله بن قيس قم فافتح له الباب وبشره بالجنة، فقمت، ففتحت، فإذا أنا بعمر بن الخطاب فأخبرته بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فحمد الله ودخل، فسلم وقعد، وأغلقت الباب فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ينكت بذلك العود في الأرض إذ استفتح الثالث الباب فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا عبد الله بن قيس، قم فافتح الباب له وبشره بالجنة على بلوى تكون فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله، ثم قال: الله المستعان
بيعة الرضوان
في الحديبية دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له فقال : يا رسول الله إني أخاف قريشا على نفسي، وليس بمكة من بني عدي بن كعب أحد يمنعني وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها، ولكني أدلك على رجل أعز بها مني، عثمان بن عفان، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن عفان، فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحربهم وأنه إنما جاء زائرا لهذا البيت ومعظما لحرمته .
فخرج عثمان إلى مكة فلقيه أبان بن سعيد بن العاص فحمله بين يديه، ثم أجاره حتى بلغ رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش فبلغهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أرسله به، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم : إن شئت أن تطوف بالبيت فطف، فقال : ما كنت لأفعل حتى يطوف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، واحتبسته قريش عندها، فبلغ رسول الله والمسلمين أن عثمان بن عفان قد قتل،ولما لم يكن قتل عثمان رضي الله عنه محققا، بل كان بالإشاعة بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه على تقدير حياته . وفي ذلك إشارة منه إلى أن عثمان لم يقتل، وإنما بايع القوم أخذا بثأر عثمان جريا على ظاهر الإشاعة تثبيتا وتقوية لأولئك القوم، فوضع يده اليمنى على يده اليسرى وقال : اللهم هذه عن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك .
اختصاصة بكتابة الوحى
Page 36