250

al-Muwazanat bayn siʿr Abi Tammam wa al-Buhturi

الموازنة بين شعر أبي تمام و البحتري

Publisher

مكتبة الخانجي - الطبعة الأولى

Publisher Location

١٩٩٤ م

وبشعلةٍ كالشيب مر بمفرقي ... غزلٍ لها عن شيبه بغرامه فقال " بشعلة " ولم ينص على موضعها، ومعلوم أنه أراد بياضًا في الناصية، وقال " مر بمفرقي غزل " فأوضح أنه ذلك الموضع أراد، وقال " لها عن شبيه بغرامه " فأتى بشيء يفوق كل حسن، إلا أن البياض في الناصية من عيوب الخيل وكذلك البياض في الذنب، ليس بين الناس في ذلك اختلاف، ويقال لبياض الناصية أيضًا السعف. وأيضًا؛ فإن البحتري وصف فرسًا أدهم فقال: جذلان تلطمه جوانب غرةٍ ... جاءت مجيء البدر عند تمامه فأي حسن يكون لبياض ناصية على بياض غرة؟ ومن قبيح وصف شيات الخيل قول أبي تمام ف يهذا الفرس أيضًا: مسود شطرٍ مثل ما اسود الدجى ... مبيض شطرٍ كابيضاض المهرق شطر الشيء: جانبه وناحيته، قال الله ﷿: " فول وجهك شطر المسجد الحرام " أي ناحيته، وقد يراد بالشطر نصف الشيء، يقال: قد شاطرتك مالي، أي: ناصفتك؛ فهذا هو الأكثر الأعم فيما يستعملون، وذلك من أقبح شيات الأبلق على ظاهر هذا المعنى، ولم يرده أبو تمام، وإنما أراد بالشطر ههنا

1 / 252