(قهرناكم حَتَّى الكماة فَأنْتم ... تهابوننا حَتَّى بنينَا الأصاغرا)
فالكماة جمع كمي وَهُوَ البطل من الْكمّ وَهُوَ السّير لِأَنَّهُ يستر نَفسه بالدرع والبيضة غَايَة فِي الْقُوَّة والبنون الأصاغر غَايَة فِي الضعْف
وَتقول فِي الْبَعْض الْحَقِيقِيّ أكلت السَّمَكَة حَتَّى رَأسهَا وَفِي الْحكمِي أعجبتني الْجَارِيَة حَتَّى كَلَامهَا
لِأَن الْكَلَام فِي عدم استقلاله بِنَفسِهِ واحتياجه إِلَيْهَا كجزئها لما بَينهمَا من التَّعَلُّق الاشتمالي
وَيمْتَنع أَن تَقول أعجبتني الْجَارِيَة حَتَّى وَلَدهَا لِأَن الْوَلَد مُسْتَقل بِنَفسِهِ وَغير قَائِم بهَا
وَفِي تمثيله للثَّانِي لف وَنشر غير مُرَتّب وَالضَّابِط وَهُوَ أَمر كلي منطبق على جزئياته أَن يُقَال مَا صَحَّ اسْتِثْنَاؤُهُ مِمَّا قبله على الِاتِّصَال صَحَّ دُخُول حَتَّى عَلَيْهِ وَمَا لَا يَصح اسْتِثْنَاؤُهُ مِمَّا قبله فَلَا دُخُول حَتَّى عَلَيْهِ أَلا ترى أَنه يَصح إِن يُقَال أعجبتني الْجَارِيَة إِلَّا كَلَامهَا وَيمْتَنع إِلَّا وَلَدهَا لعدم دُخُوله فِيهَا الْوَجْه الثَّالِث من أوجه حَتَّى أَن تكون حرف ابْتِدَاء على الْأَصَح فَتدخل على ثَلَاثَة أَشْيَاء على الْجُمْلَة الفعلية المبدوءة بِالْفِعْلِ الْمَاضِي نَحْو قَوْله تَعَالَى ﴿حَتَّى عفوا وَقَالُوا﴾