169

Muwashsha

الموشى

Investigator

كمال مصطفى

Publisher

مكتبة الخانجي،شارع عبد العزيز

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٣٧١ هـ - ١٩٥٣ م

Publisher Location

مصر - مطبعة الاعتماد

ولا الرُّبَيثاء والسُّميكات، ولا شيئًا من الكَواميخ والمالح، وأكل ذلك عندهم من الفضائح. إلا أن القَينات المُتظرِّفات، والنساء القَصريّات، ربما تظرّفن بأكل المالح والمملوح في منازل متعشّقيهن، وبيوت مرابطيهن، فيذهبن به مذهب طَرْح المؤونات، وخفّة النفقات. ولا يأكلون الجراد والإرْبيان، لعلة شبههما بالأشياء القبيحة من الحيوان، ولا يأكلون الحبوب التي تهيّج الأرياح وتُولِّد القَرْقَرة والانتفاخ؛ ولا يأكلون في النهار أكثر من أكلةٍ، ويُكثرون القيام في مجالسهم، ولا يُكثرون من الضحك والكلام عند حضور المائدة والطعام، ولا يتخلّلون على المائدة قبل أن تَفرُغ، ولا يتحفّزون لمجيئها قبل أن تُوضع، وإذا غسلوا أيديهم لم يطلبوا الغسل قبل طلب إيتائها من الوسخ والكَدر، ولم يقصدوا التقصير الذي يبقى منه رائحة الغَمَر، وكذلك أيضًا إذا تَمَندلوا فعلوا كفعلهم إذا غسلوا. فأما النُّفلُ فإنهم يُحضِرونه موائدهم، ويُطعِمونه ولائدهم، ولا يُكثرون من أكله، ولا يأتون على كُلّه، وإنما يعبثون منه بالشيء اليسير من النعنع، ويجتنبون من ذلك الهِندَبا والأُكشوث لبردهما، والفُجل والحُرف لنتهما، والكُرّاث والبصل لرائحتهما، والقَدّاح والحَنْدَقوقا لخشنهما،

1 / 169