122

Mutrib Min Ashcar

المطرب من أشعار أهل المغرب

Investigator

الأستاذ إبراهيم الأبياري، الدكتور حامد عبد المجيد، الدكتور أحمد أحمد بدوي

Publisher

دار العلم للجميع للطباعة والنشر والتوزيع

Publisher Location

بيروت - لبنان

وكان عبد الجليل منطقًا بما يقول، يجري على لسانه المقول. حدثنا غير واحد من شيوخنا ﵏، منهم سلطان بلنسية أبو عبد الملك بن عبد العزيز، والوزير الكاتب أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن عميرة، والفقيه القاضي بجزيرة شقر أبو يوسف يعقوب بن طلحة، قالوا: حدثنا الوزير أبو إسحاق إبراهيم بن خفاجة قال: لقيت الشاعر أبا محمد عبد الجليل بين لورقة والمرية، فبتنا نتناشد الأشعار، ونتذاكر الآداب والأخبار؛ فلما انفجر عمود الصباح، وحيعل داعي الفلاح؛ وكان العدو على مقربة من البلاد، والناس في ضروب من الخوف والأنكاد؛ سرنا وفؤاد عبد الجليل يطير فرقًا، وفرائصه ترعد قلقًا؛ فأخذت أسكن روعه بأناشيد من القريض، وهو لما داخله من الوجل كالمدنف المريض؛ لا يبدي ولا يعيد، إلى أن اطلعت لنا اليد؛ مشهدين وعليهما رأسان يخاطبان، من الحال بأفصح لسان؛ فقلت مرتجلا، والركب يجد السير من الفزع عجلا: ألا رُبَّ رأسٍ لا تَزاورَ بينه ... وبين أخيه والمَزارُ قَريبُ أنافَ به صَلْدُ الصَّفا فهو مِنْبٌر ... وقام على أعلاه وهو خَطيب ُ

1 / 122