391

وحكى عنها أنها (1) راودته عن نفسه وإنه من الصادقين ، وكل ذلك يبين صحة ما قلناه.

فأما قوله تعالى : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ) فالغرض [ به ] بين ؛ لأنه تعالى ذكر أنه أراه البرهان فعدل عما (2) اشتهاه وانصرف عنه ، ثم عطف على ذلك بقوله (3) ( كذلك لنصرف عنه السوء ) فى سائر أفعاله بأن نلطف له كما لطفنا له بإظهار البرهان فيما تقدم ، فالمراد بالصرف هو أنه يفعل من الألطاف ما يقوى به دواعيه إلى أن ينصرف عنه ، على ما ذكرناه فى نظائر ذلك.

** 354 مسألة :

وعلى أن يوسف أحب المعصية ، فقال : ( ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ) (4) ثم : ( قال رب السجن أحب إلي ) [33].

وإن كان حبسهم إياه « فى السجن (5) معصية!

والجواب عن ذلك : أن ظاهر الكلام يدل على ما قلناه ؛ لأنه تعالى حكى عنها أنها قالت عند اجتماع النسوة ( فذلكن الذي لمتنني فيه ) لما شاركنها من ظهور محبتهن لما أحبت ، ثم قالت : ( ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ) أرادت فامتنع ، لأن العصمة هى المنع والامتناع.

وهذا أيضا يدل على أنه لم يرد أن يواقعها ، لأن ظاهر امتناعه يدل على أنه امتنع من كل ما أرادته ، من غير تخصيص.

Page 392