وإنما بعث عز وجل المكلف بهذا الخطاب على أن يقصد بالعبادة طاعته والخضوع له والتقرب إليه ، ولا تعتبر الأماكن فى هذا الباب. ونبه به على أن القبلة لا مدخل لها فى صحة الصلاة ، وأنه متى اجتهد فصلى إلى أى جهة كان ، فهو مؤد لما كلف (1)، مستحق للثواب عليه.
** 51 مسألة :
بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ) [117] فلو كان محدثا لكان من جملة الأمر الذى قضاه وكان يجب أن يقول له : كن (2)، حتى يؤدى ذلك إلا ما لا نهاية له ، وبطلان ذلك يوجب أنه قديم. وإذا صح فى بعض كلامه ذلك ، صح مثله فى سائره (3).
والجواب عن ذلك : أن ظاهر قوله : ( وإذا قضى أمرا ) لا يدل على الخلق ؛ لأن القضاء إذا علق بالشيء قد يتصرف على وجوه ، فمن أين التعلق بالظاهر؟.
وبعد ، فإن حقيقة « الأمر ) هو قول القائل لغيره : افعل ، وإنما يستعمل فى سائر الأفعال توسعا ، فإن تعلقوا بالظاهر فإنه يدل على أنه محدث القول الذى
Page 106