فيمكن أن يكون المراد بعرش الرحمن: عرشا أي مخلوقا عظيما، خلقه الله ليكون قبلة ومطافا للملائكة عليهم السلام يطوفون به ويتوجهون في عبادتهم إليه كما جعل الله الكعبة قبلة للإنس من دون أن يكون الله مستقرا عليه تعالى الله عن ذلك.
وتعيين أحد هذين المعنيين المذكورين للعرش أوغيرهما يرجع فيه إلى القرائن من سياق ونحوه بحسب كل آية، فمثلا الأرجح في آية { ثم استوى على العرش } أن المراد به الملك، بينما الأرجح في آية { الذين يحملون العرش ومن حوله } وآية {وترا الملائكة حافين من حول العرش }أن المراد به المعنى الحقيقي.
فالواجب إذا أن نحمل العرش وما أشبهه من الألفاظ على معنى يصح في اللغة، ويكون القرآن معه سليما من التناقض والاختلاف(1).
Page 56