واستدل المتسمون بأهل السنة على قولهم ذلك بآيات متشابهة من القرآن، فقالوا: قال الله سبحانه: { الرحمن على العرش استوى(5)} [طه]، وقال: {خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش} [الأعراف:54]، وقال تعالى: {وكان عرشه على الماء} [هود:7]، وقال: {رب العرش العظيم(129)} [التوبة]، وقال: {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية(17)} [الحاقة].
فقالوا: إذا فقد قال الله إنه استوى على العرش فلا بد أن يكون الله على العرش كما أخبر عن نفسه.
وقالوا: نحن نبقي الآيات كما هي على ظاهرها ولا نحرفها، ولا نتأولها كما فعل أهل البيت والمعتزلة حيث أولوا الاستواء بمعنى الاستيلاء، وأولوا العرش بمعنى الملك.
قالوا: لأن ذلك خروج عن ظاهر القرآن ومعناه، وذلك لا يجوز بل نحملها على ظاهرها،
وقالوا: إننا لا نعلم تأويله بل نؤمن به كما جاء فقط كما قال
تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله} [آل عمران:7].
[الجواب على استدلالهم]
فنقول لهم أولا في مسألة التأويل: نريد منهم أن يثبتوا على هذه القاعدة التي قرروها وهي: عدم جواز التأويل والبقاء على الظاهر، وعليهم الالتزام بهذه القاعدة في كل نصوص القرآن؛ فلا يأتون في بعض المواضع من القرآن ويحملون بعض النصوص على خلاف ظاهرها.
بل يلزمهم البقاء على هذه القاعدة في أنه يجب عليهم أن لا يؤولوا آية واحدة، وعليهم الإيمان بها كما جاءت على ظواهرها.
Page 42