Mutashabih Quran
نظرة وبيان في متشابه القرآن
Genres
[ إضطرارهم إلى تأويل: { مصدقا لما بين يديه من الكتاب }
وغيرها ]
ومما يجاب به أيضا على قولهم:إن لله يدين قول الله سبحانه وتعالى في القرآن: {مصدقا لما بين يديه من الكتاب} [المائدة:48]، فالقرآن مصدق لما بين يديه أي لما قبله من التوراة والإنجيل وغيرهما، فإذا أرادوا الوقوف عند الظاهر فليخبرونا أين يدا القرآن؟! فلا يجدون إلا أن يقولوا ليس للقرآن يدان.
وكذلك قول الله سبحانه: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} [البقرة:195]، هل المقصود لا تلقي بيديك فقط إلى التهلكة، أم أن المقصود لا تلقي بنفسك.
فعلى الظاهر الذي يتشددون عنده إذا أرادوا به مذهبا محرفا، أن معنى الآية لا تلقي بيديك إلى التهلكة أما رأسك ورجليك وبقية جسدك فلا مانع من إلقائه؛ ولا أحد يقول بذلك.
إذا يظهر من هذا أن الزيغ هو الذي يقودهم إلى ما يذهبون اليه فإذا وصلوا إلى آية نسبت فيها اليدان إلى الله قالوا نعمل بالظاهر ونسبوا إلى الله ما لا يجوز وجسموه وشبهوه.
وإذا وصلوا إلى آية أخرى مثلها ليست اليدان منسوبة فيها إلى الله، هربوا من الظاهر ولجأوا إلى التأويل؛ لأن القول بالظاهر فيها يظهر سخافة عقولهم وسوء صنيعهم؛ حتى لا يبقى أدنى شك في جهلهم فيفروا من ذلك.
Page 137