فلم تجبها بشيء ودخلت إلى غرفتها.
وقد أخذت بعد ذلك تتدرج إلى سؤالها، فقالت لها يوما: إنك متأثرة مني كما أرى.
قالت: كلا، بل إني مستاءة فدعيني وحدي.
وقد قالت لها هذا القول بجفاء، فلم تجبها؛ لأنها كانت تحبها؛ إذ هي التي ربتها وخصتها بكل حنو قلبها.
ولكنها باغتتها بعد ساعة في الحديقة وهي تبكي، فقالت لها بلهجة المتوسل: بالله قولي لي ما لك أو يقتلني الحزن.
فقالت لها بلهجة المغضب وبصوت يخنقه البكاء: كيف تسألينني عما أصابني، ألا ترين؟
قالت: إني عجوز لا أرى شيئا ولا أفهم شيئا.
فغطت وجهها بيديها وقالت: أحبه أحبه.
وهنا استرسلت إلى البكاء، فضمتها عمتها إلى صدرها وامتزج الدمعان.
وجعل بوفور يزورهم في كل يوم، وبقي وفيا بوعده فلم يقل لمرسلين كلمة حب، ولكن أية فائدة من الكلام فقد كانت العيون تترجم عن القلب ما يوحيه الغرام.
Unknown page