Mutalacat Fi Lugha Wa Adab
مطالعات في اللغة والأدب
Genres
فلله يوم أنت فيه مسلم
وهبت له جرم الزمان الذي خلا
أي: أهب؛ ونحو كما «يقول الشاعر» أي: كما قال، وك «بعتك الدار» في الإنشاء الإيقاعي، أي: أبيعك. وقد نستعمل الماضي للمستقبل في الإنشاء الطلبي، نحو: «رحمك الله»، أي: يرحمك، وفي الشرط، نحو: «إن قمت قمت»، أي: إن تقم أقم، ونستعمل المضارع للماضي مع «لم» في النفي المنقطع، نحو: «لم أذهب» ومع «لما» في النفي المتصل بالحاضر، نحو: «جئت ولما تطلع الشمس»، وللمستقبل القريب مع السين في حالة الإثبات، نحو: «سأذهب»، ومع «لا» في حالة النفي، نحو: «لا أذهب»، وللمستقبل البعيد مع «سوف» في حالة الإثبات، نحو: «سوف أذهب»، ومع «لن» في حالة النفي، نحو: «لن أذهب».
ونستعمل الماضي والمضارع للأزمنة كلها؛ نحو:
إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله
أي : من يؤمن دائما،
والله يحيي ويميت
أي: يحيي ويميت دائما، إلا أن استعمال الصيغة الواحدة لغير الزمان الموضوعة له محصور في مواطن مخصوصة لا يتعداها، فصار استعمالها كذلك قياسا، وفيما عدا ذلك لا يجوز استعمال الصيغة الواحدة إلا فيما وضعت له، فكيف تدل الصيغة على الزمان؟ إذا اعتبرنا الضمائر المتصلة علامات للفاعل فليس هناك إلا صيغة الفعل وعلامة للفاعل، وأما الزمان فليس له علامة.
وقد اختلف الصرفيون في دلالة الفعل على الزمان؛ فمنهم من قال إن الفعل يدل على الحدث والزمان معا بالمطابقة؛ كدلالة الإنسان على الحيوان الناطق، فإنه تمام المعنى الموضوع له اللفظ، وهذا مذهب الجمهور، وقال آخرون؛ كالسيد: إن دلالة الفعل على الحدث والزمان تضمن كدلالة الإنسان على الحيوان فقط أو الناطق فقط لدخول الجزء ضمن المعنى الموضوع له اللفظ، وقد اختار ذلك الصبان، وقال الشاطبي: إن الفعل يدل على الحدث بالمادة، وعلى الزمان بالصيغة، نحو: «ضرب» فالضاد والراء والباء تدل على الحدث في المصدر، والفعل واسم الفاعل وسائر المشتقات من هذه المادة، وبناؤها على وزن «فعل» يدل على الزمان؛ بل قالوا إن الفعل يدل على الفاعل والمكان التزاما كدلالة الإنسان على الضاحك، فالضاحك خارج عن الإنسان ليس كلا له ولا بعضا منه، ولكنه لازم للمعنى الموضوع له اللفظ، هذا ما يقوله الصرفيون، ولكن إذا كان الفعل يدل على الحدث والزمان بالمطابقة أو التضمن، وعلى الفاعل والمكان بالالتزام كما يقولون، فلماذا لا يكون للمصدر وسائر المشتقات كل هذه الدلالات؟ على حين نرى أن البصريين جردوا المصدر من الدلالة على غير الحدث في احتجاجهم على الكوفيين؛ إذ قالوا إن مدلول المصدر واحد وهو الحدث، ومدلول الفعل متعدد؛ لأنه يدل على الحدث والزمان بالمطابقة وعلى الفاعل والمكان بالالتزام، والواحد قبل المتعدد، وإذا كانت الصيغة تدل على الزمان كما قال الشاطبي، فكيف نعرف الزمان إذا تساوت صورة الماضي والمضارع، مثل: «مس يمس»، و«خاف يخاف»، لا بد إذن أن تكون هناك قرينة أخرى على الزمان، كان يجب أن تكون علامة خصوصية للزمان كما أن هناك علامة خصوصية للفاعل على ما نرى في بعض الأفعال في اللغة الإنكليزية، مثل:
he-wolk-ed
Unknown page