308

هارون وإنما فرق بينه وبين علي النسب لما بلغا إلى عبد المطلب ليزوجه سيدة نساء العالمين، وينتج منهما سيدا شباب أهل الجنة، ولو لا ذلك لانقطع نسل رسول الله (ص)، فهذه علة النسب؛ وإنما كان هارون المتقدم لموسى، وموسى كان بعده الباقي، فقد عدم علي بفضل الأب والأم والأخوة في النسب وإنما كانت أخوته من رسول الله أخوة الدين، والمشاكلة والمشابهة، وتقدم رسول الله ص وتخلف [علي] بعده ، فأين هارون من الأمرين؟ واستثنى رسول الله النبوة فيه، فليت شعري ما الحجة فيه بعد هذه الأشياء التي قد شرحناها؟!.

أللهم إلا أن يجعلوا كلام رسول الله ص لغوا، فلا نعلم أمرا بقي إلا أن يخلفه في أمته بعده، كما أن هارون لو بقي بعد موسى كان خليفته في أمته، فإن كان النبي لم يرد الإستخلاف، ولم يرد أنه أخوه لأبيه وأمه، فأي منزلة عنى؟ وإلى أي معنى ذهب؟ ولم إستثنى النبوة؟

فما هو إلا أن وافق في الأشياء كلها هارون، ونحن ذاكروها إن شاء الله:

قال الله عز وجل: وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة (1) فكان التشابه في ذلك أن النبي (ص) بنى لنفسه ولعلي في المسجد وأخرج منه سائر

Page 447