301

النبي ص له: لا تحزن إن الله معنا ، أغلظ عليه من كثير مما ذكرنا لأن النبي لا ينهى عن الخير، ولو كان حزنه بخير، وهو مع رسول الله ص في الغار لم ينهه، ولكن لسوء ظنه بالله وبرسوله، ولقلة إحتفاله بما أنبأه (1) به الرسول، ولما أدركه من قلة اليقين، وضعف القلب قدر أن يكون الرسول في قبضة المشركين فإن الحزن مع رسول الله برىء من الإيمان، إذ كان داعيا إلى الشك، وهذه نقيصة شديدة، وقد عدوها فضيلة!، ولو أمسكوا عن ذكرها لأمسكنا عن شرحها، والله بالغ أمره.

وأما قولكم: إنه صديق، فإنا وجدنا هذا الإسم في كتاب الله للمسلمين عامة، لم نجد له فيها خاصة دونهم، وذلك قوله تعالى:

والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون (2) وكل المسلمين يؤمنون بالله ورسله وهم صديقون، فلم تثبت له بهذا الإسم فضيلة هذا.

وإنا لما فرغنا من قصة الغار (3)، سألونا عن شرح

قول رسول الله ص

Page 439