هذه حقيقة تاريخية كنا نرددها بالأمس، ولا نزال نقول بها اليوم، ولكن طالما توخينا وحاولنا أن نعرف أسبابها، فاعترضتنا عقبة السكوت في بعض الأصول، والغموض في غيرها فحبستنا عن حاجتنا، ولم يتوفر لدينا وقتئذ من معالم الطريق سوى بعض الروايات المبهمة، أو الممرضة في مخطوطتي برلين
15
ولندن
16
وكتاب الدكتور ميخائيل مشاقه المشهور
17
وغيره، وبعض الأخبار المفردة الغربية في كتاب «كاد الفان وبارو» ورسالة فيدال وغيرهما.
18
فقد جاء في مخطوطة برلين في الكلام عن ثورة دمشق وقتل محمد سليم باشا عام 1831 ما يأتي: «وبعد دخول الوزير بثلاث أيام هرب الجوربجي محمد أغا الداراني بالليل إلى بيت الشوملي بالميدان، فلما بلغ ذلك الوزير اغتاظ، وأرسل له أمرا أنه لا يقعد في حكمه، فالتزم توجهه إلى عكا، ولما مضى من الحصار خمسة عشر يوما شاع الخبر أن الجوربجي الداراني الذي كان هرب إلى عكا، حاضر منها صحبته كيخية عبد الله باشا، وقبل أن يحضر الجوربجي كانت المادة تناقصت، وبعد حضوره تجسمت، وتقوت المتاريس، والناس تواقحوا وصار الجوربجي رأس الجميع، وظهر أن هذه إرادة عبد الله باشا والي عكا.»
19
Unknown page