43

Mustalah al-Hadith

مصطلح الحديث

Publisher

مكتبة العلم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

Publisher Location

القاهرة

Genres

تدوين الحديث: لم يكن الحديث في عهد النبي ﷺ وخلفائه الأربعة الراشدين مدوّنًا كما دوِّن فيما بعد، وقد روى البيهقي في "المدخل" (١) عن عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب ﵁ أراد أن يكتب السنن، فاستشار أصحاب رسول الله ﷺ في ذلك، فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يستخير الله فيها شهرًا، ثم أصبح يومًا وقد عزم الله له، فقال: إني كنت أردت أن أكتب السنن، وإني ذكرت قومًا، كانوا قبلكم، كتبوا كتبًا، فأكبوا عليها، وتركوا كتاب الله، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبدًا. ولما كانت خلافة عمر بن عبد العزيز ﵀ وخاف من ضياع الحديث، كتب إلى قاضيه في المدينة أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: انظر ما كان من حديث النبي ﷺ فاكتبه، فإني خفت دروس العلم، وذهاب العلماء، ولا تقبل إلا حديث رسول الله ﷺ، ولتفشوا العلم، ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرًّا. وكتب إلى الآفاق بذلك أيضًا ثم أمر محمد بن شهاب الزهري بتدوينها. فكان أول من صنف في الحديث: محمد بن شهاب الزهري بأمر أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمهما الله، وكان ذلك على رأس مئة سنة من الهجرة، ثم تتابع الناس في ذلك، وتنوعت طرقهم في تصنيف الحديث طرق تصنيف الحديث: طرق تصنيف الحديث على نوعين: أ - تصنيف الأصول: وهي التي يسند فيها الحديث من المصنف إلى غاية الإسناد وله طرق، فمنها: ١ - التصنيف على الأجزاء: بأن يجعل لكل باب من أبواب العلم جزء خاص

(١) رواه البيهقي في "المدخل" (٧٣١)، وعبد الرزاق عن معمر في "جامعه" (١١/٢٥٧- المحلق في آخر المصنف) .

1 / 45