Musnad al-Rabīʿ b. Ḥabīb
مسند الربيع بن حبيب
Genres
854) ... قال: حدثنا أفلح بن محمد عن أبي معمر السعدي عن علي بن أبي طالب، في قوله: {وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة} قال: تنضر وجوههم، وهو الإشراق {إلى ربها ناظرة} قال: تنتظر متى يأذن لهم ربهم في دخول الجنة، ولا يعني الرؤية بالأبصار، لأن الأبصار لا تدركه، كما قال: {لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير}. روى مكتف (¬1) المدني قال: بلغني عن أبي حازم، قال: كنت عند محمد بن المنكدر جالسا فذكروا عنده أن العباد ينظرون إلى ربهم، فقال محمد: ما رأيت أحدا له عقل يقول: إن الله يراه أحد من خلقه، وتلا هذه الآية: {وقال الذين لا يرجون لقآءنا لولآ أنزل علينا الملآئكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا}، وقال مكتف أيضا: كنت جالسا عند مالك بن أنس فسأله سائل: هل يرى الله أحد من خلقه؟ فتلا هذه الآية: {وقال الذين لا يرجون لقآءنا لولآ أنزل علينا الملآئكة أو نرى ربنا}.
[18] باب عن ابن عباس رضي الله عنه في النظر أيضا
855) ... قال: وأخبرنا أبو نعيم عن العباس عن أبي إسحاق (¬2) عن سعيد بن جبير عن نافع بن الأزرق أنه سأل ابن عباس عن قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة} قال ابن عباس: هو الذي لا كفؤ له، أي لا ينظر إلى أهل النار برحمته، وأهل الجنة ينظرون إليه في ثوابه وكرامته ورحمته، ولا يرونه بأبصارهم، لأنه قال: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك
Page 227