Musiqa Wa Ghuna
الموسيقى والغناء عند العرب
Genres
ثم صنعت صوتا آخر، في قول الشاعر:
أقفر من بعد حلة سرف
فالمنحني فالعتيق فالجرف
وعرضتهما على الجارية التي كنت أهواها وسألتها عما عندها فيهما؛ فقالت: لا يجوز أن يكون في الصنعة شيء فوق هذا، وكان جواري الحارث بن بشخير وجواري ابنه محمد يدخلن إلى دارنا فيطرحن على جواري عمتي وجواري جدي ويأخذن أيضا مني ما ليس عندهن من غناء دارنا، فسمعنني ألقي هذين الصوتين على الجارية، فأخذنهما مني، وسألن الجارية عمن صنعهما فأخبرتهن أنهما من صنعتي، فسألنها أن تصححهما لهن، ففعلت، فأخذنهما عنها ثم اشتهرا حتى غنى الرشيد بهما يوما فاستظرفهما وسأل إسحاق: هل تعرفهما؟ فقال: لا، وإنهما لمن أحسن الصنعة وجيدها ومتقنها. ثم سأل الجارية عنهما، فتوقفت خوفا من عمتي، وحذرا أن يبلغ جدي أنها ذكرتني فانتهرها الرشيد، فأخبرته بالقصة، فوجه من وقته فدعا بجدي، فلما أحضر قال له: يا فضل، أيكون لك ابن يغني ثم يبلغ في الغناء المبلغ الذي يمكنه معه أن يصنع صوتين يستحسنهما إسحاق وسائر المغنين، ويتداولهما جواري القيان، ولا تعلمني بذلك؟ كأنك رفعت قدره عن خدمتي في هذا الشأن.
فقال له جدي : وحق ولائك يا أمير المؤمنين ونعمتك، وإلا فأنا نفي منهما بريء من بيعتك وعلى العهد والميثاق والعتق والطلاق، إن كنت علمت بشيء من هذا قط إلا منك الساعة، فمن هذا من ولدي؟
قال له الرشيد: هو عبد الله بن العباس، فأحضرنيه الساعة.
فجاء جدي وهو يكاد ينشق غيظا، فدعاني، فلما خرجت إليه شتمني وقال : يا كلب، بلغ من أمرك ومقدارك أن تجسر على أن تتعلم الغناء بغير إذن ثم زاد ذلك حتى صنعت، ولم تقنع بهذا حتى ألقيت صنعتك على الجواري في داري ثم تجاوزنهن إلى جواري الحارث بن بشخير، فاشتهرت وبلغ أمرك أن أمير المؤمنين تنكر لي ولامني، لقد فضحت آباءك في قبورهم، وسقطت الأبد إلا من المغنين وطبقة الخيناكرين.
فبكيت غما بما جرى، وعلمت أنه قد صدق، فرحمني وضمني إليه وقال: قد صارت الآن مصيبتي في أبيك مصيبتين: إحداهما به وقد مضى وفات، والأخرى بك وهي موصولة بحياتي، ومصيبتك باقية العار علي وعلى أهلي بعدي، وبكى ...
وفي «نهاية الأرب» للنويري (ج4، ص356، س12): إذا خنكرت فخنكر لمثل هؤلاء.
وفي «إرشاد الأريب» (ج1، ص383): «خيناكر: للمغني» خفيف ثقيل. في الأغاني (ج13 ص118): الابتداءات والأجوبة، وفي (ص128) نشيد خفيف ثقيل أول بالوسطى ... إلخ. أما خفيف الثاني بالوسطى فكان الناس زمن المؤلف يسمونه الماخوري وهو نوع من أناشيد الأغاني (الجزء السادس ص151)، وفي الأغاني (ج19 ص119): «غناء خفيف الثقيل، وهو مذموم؛ لأنه ينسب إلى الطبقة الدنيا من مرتادي المواخير.» (5) إسحاق الموصلي وألحانه
Unknown page