Musiqa Sharqiyya
الموسيقى الشرقية: ماضيها، حاضرها، نموها في المستقبل
Genres
وقال إسحاق الموصلي: دعاني المأمون وعنده إبراهيم بن المهدي، وفي مجلسه عشرون جارية، وقد أجلس عشرا عن يمينه، وعشرا عن يساره، معهن العيدان يضربن بها، فلما دخلت سمعت من الناحية اليسرى خطأ فأنكرته، فقال المأمون: «يا إسحاق، أتسمع خطأ، فقلت: نعم والله يا أمير المؤمنين، فقال لإبراهيم: أتسمع خطأ؟ فقال: لا! فأعاد علي السؤال فقلت: بلى والله يا أمير المؤمنين، وإنه لفي الجانب الأيسر، فأعاد إبراهيم سمعه إلى الناحية اليسرى ثم قال: لا والله ما في هذه الناحية خطأ، فقلت: يا أمير المؤمنين، مر الجواري اللواتي على اليمين أن يمسكن.
فأمرهن فأمسكن، فقلت لإبراهيم: أتسمع خطأ؟ فتسمع ثم قال: «ما ها هنا خطأ، فقلت: يا أمير المؤمنين، يمسكن وتضرب الثامنة، فأمسكن وضربت الثامنة، فعرف إبراهيم الخطأ، فقال: نعم يا أمير المؤمنين، ها هنا خطأ، فقال له المأمون: لا تمار إسحاق بعدها، فإن رجلا فهم الخطأ بين ثمانين وترا وعشرين حلقا لجدير أن لا تماريه، فقال له: صدقت يا أمير المؤمنين!
وقد مات إسحاق الموصلي في زمن المتوكل، ورثاه كثير من شعراء العصر.
ابن جامع
هو إسماعيل بن جامع بن إسماعيل، وكان صالحا متفقها في الدين أديبا محبا لاقتناء أنواع الكلاب. أخذ الغناء عن سياط، وقد غنى للهادي، وأعطى له مرة في جلسة ثلاثين ألف دينار، وكان جميل الصوت ملحنا مغنيا من الفحول. وكان يفضله إسحاق الموصلي على جميع المغنين في عصره؛ لحسن صوته، وتمكنه من فنه.
فليح بن أبي العوراء
من أهل مكة، وكان مولى لبني مخزوم، وهو أحد مغني الدولة العباسية، له محل كبير من صناعته وموضع جليل، وكان إسحاق الموصلي يقول: ما سمعت أحسن غناء من فليح وابن جامع. وهو أحد الثلاثة الذين اختاروا المائة الصوت للرشيد. وقال إسحاق الموصلي عنهما أيضا: كان أبي إبراهيم الموصلي لا يفضلهما في صناعة الغناء، بل يزيد عليهما فنونا من الأدب والرواية لا يداخلانه فيها.
حكم الوادي
هو الحكم بن ميمون، مولى الوليد بن عبد الملك، وأصله من الفرس. أخذ الغناء عن عمر الوادي، وكان يسميه الوليد «جامع لذتي»، وقال إسحاق الموصلي: أحذق من رأيت من المغنين أربعة: أبي، وحكم الوادي، وفليح بن أبي العوراء، وسياط. وقد غنى الوليد وعاش إلى زمن الرشيد، وغناه أيضا، ومات في خلافته.
بذل
Unknown page