لما شعر عبده بدنو أجله غادر حلوان ولما وصل إلى مصر أقلته عربة إلى منازل أصدقائه الذين زارهم واحدا واحدا واستودعهم الله إلى اللقاء، وأعطي الحوذي جنيها واحدا أجرته، وبعد قليل من الزمن انطلقت في فجر الأحد الواقع 12 مايو سنة 1901 ألسنة البرق بما أصم المسامع حاملا نعيه إلى ذويه ومريديه وأصدقائه في أنحاء القطر المصري خصوصا والشرق عموما، فقضي مأسوفا عليه مزودا بصالح الأعمال تاركا من جميل الذكر ما يستدر عليه المراحم مدى الدهور.
الفصل العاشر
قصيدة المرحوم أحمد شوقي بك أمير الشعراء
التي جادت بها قريحته الفياضة وتعد رمزا للوفاء وصدق العهد للمرحوم: عبده الحمولي قال:
ساجع الشرق طار عن أوكاره
وتولى فن على آثاره
غاله نافذ الجناحين ماض
لا تفر النسور من أظفاره
يطرق الفرخ في الغصون ويغشى (لبدا) في الطويل من أعماره
سلب الفن ألحن الطير فيه
Unknown page