138

Musiqa Sharqi

كتاب الموسيقى الشرقي

Genres

وغاب عنها كمن جا

شكل 7-1: ابراهيم افندى صهالون.

الفصل الثامن

الكمنجة العربية

وهي المسماة (بالرباب) يشدون عليها جزرتين من شعر الخيل إحداهما - وهي الأرق - من جهة الشمال أي شمال الآلة ويجعلونها (النوا) - والثانية وهي الأغلظ من جهة اليمين ويجعلونها (الدوكاه) وأحيانا راستا - وبقية النغمات والأرباع تؤخذ بالأصابع كما تقدم - غير أن هذه الآلة وإن كان صوتها شجيا مطربا فهي غير كاملة الترتيب - وأكثر الأحيان يضطر صاحبها أن يأخذ نغمات القرار من الجواب كالعراق والعشيران واليكاه فيعملهن من الأوج والحسيني والنوا؛ إذ ليس محل لهن في الآلة لعملهن منه، وأكثر أربابها يضطرون أن يحملوا معهم كمنجة ثانية قصيرة يجعلون الدوكاه منها بارتفاع النوا في الأولى. ولكن يستر منها هذه العيوب صوت بقية الآلات التي تصاحبها في العمل وبراعة الذي يشتغل بها إذا كان منفردا، فيتجنب العمل من النغمات التي يعسر عليه إجراؤها عليها - وهم يقصون على نغماتها الآن في القهاوي البلدية السير الخماسية كعنترة - وأبي زيد وخلافهما.

وممن اشتهر بها في مصر شاب يسير ليلا في الأزبكية يسمى (صالح أحمد الشاعر) فهو أيضا فريد في الاشتغال بهذه الآلة.

الفصل التاسع

الناي

وهو عبارة عن أنبوبة مجوفة مأخوذة من الغاب ومهذبة تهذيبا صناعيا - ويستعمل بوضع فتحته العليا على الفم وضعا مائلا؛ بحيث يمس جزء منه جزءا من الشفتين ويكون جزؤها الآخر بعيدا عن الشفتين لأجل أن يلتقي الهواء الخارج من الفم عند النفخ بذلك الجزء البعيد، وبذا يحصل الصوت - وتجد شكله في يد (علي أفندي صالح ).

فالناي كما علم مفتوح الطرفين، ثم بالنفخ في إحدى تلك الأنابيب المفتوحة الطرفين بعد وضعها على الفم وضعا مناسبا يحصل الصوت كما قدمنا، ولكن يتغير صوت الأنبوبة بتغير قوة النفخ، فالنفخ القوي يحدث صوتا حادا والنفخ الضعيف يحدث صوتا غليظا - فأغلظ صوت يحصل من الأنبوبة يكون ناشئا بالطبع عن أضعف قوة بالنفخ ويسمى بالصوت الأساسي للأنبوبة (ويعرف عند الناياتية بأساس أول ديوان واطي) - والصوت الذي يحصل من القوة الثانية للنفخ يسمى: أول أرمونيك (وهو المعروف عند الناياتية بأساس أول ديوان عال) وهو جواب الصوت الأساسي - والصوت الذي يحصل من القوة الثالثة للنفخ يسمى ثاني أرمونيك وهو جواب لأول أرمونيك - والذي يحصل من القوة الرابعة للنفخ يسعى ثالث أرمونيك وهو أعلى من الأرمونيك الثاني بمسافة خامسة - والذي يحل من القوة الخامسة يسمى رابع أرمونيك وهو أعلى من الأرمونيك الثالث بمسافة رابعة - والذي يحصل من القوة السادسة هو خامس أرمونيك وبعده عن الرابع يساوي مسافة ثالثة كبيرة - وسادس أرمونيك أعلى من الخامس بمسافة ثالثة صغيرة إلخ - ثم إنه لأجل الحصول على الأصوات المحصورة بين أي أرمونيك والذي يليه مباشرة نفتح ثقوب في سطح الأنبوبة لتوصل الهواء الداخل بالهواء الخارج - وتكون أوضاع تلك الثقوب على نسب حسابية معروفة لصناع هذه الآلات ليكون صوت كل ثقب عند إطلاقه أي فتحه) أعلى من صوت الثقب الذي قبله بمسافة محدودة - ففي الناي صوت أول ثقب (وهو أقرب ثقب لطرف الناي الأسفل وأبعد ثقب من الطرف الموضوع على الفم) يكون أعلى من الأنبوبة بمقدار بردة - ثم إن صوت أي ثقب خلافه هو أعلى من صوت الثقب الذي قبله مباشرة بمقدار عربة - أما الثقب الذي يفتح من خلف ويسد بالإبهام فتقول الناياتية أن استعماله لا يكون إلا لإحداث سابع درجة من أول طبقة واطية.

Unknown page