الأستاذ سامي :
إن للإنسان حقا في البحث عن الأمر المستحب لا سيما إذا كان واسطة لنموه، ولكن التاريخ يرينا أن الإنسانية إلى اليوم مريضة؛ مريضة بأطماعها وأشواقها وحاجتها وطبيعتها، ومرضها هو الحياة بعينها؛ فتتقلب على فراش المرض بتغير النظم وتبديلها حاسبة بنومها على هذا الجانب الراحة والطمأنينة - أو السعادة إذا شئتم - فلا تلبث دقائق أو أعواما حتى تشعر بالتعب كالأول، فتتقلب على الجانب الآخر؛ أي إنها إنما تغير النظام، وهي لكذلك إلى الأبد.
زكي أفندي (معجبا دهشا) :
كلام الأستاذ أستاذ الكلام! (باسطا ذراعيه بافتتان)
دام فضلك ينبوعا نستقي منه يا أستاذ! (تدق يده بكتف أنتوانت التي تتبعد مستاءة)
آه، بردون مدموازل! كيف بدرت مني هذه الإساءة؟! ما أجمل هذا الثوب وما أدق ذوقك! (تحدث حركة بين الحاضرين فيتململون للنهوض).
أنتوانت (متثائبة) :
حقا، إن من الرجال من هم بلا لطف، كأنهم لا يشعرون بوجود السيدات والفتيات معهم. لن أزور مي بعد هذه المرة إلا يوم تكون وحدها، أو يوم يكون المجتمعون أقل ثقلا وغطرفة! (تنظر بدلال إلى تطريز ثوبها).
بلانش (ضاحكة) :
مع أن زكي أفندي امتدح جمال ثوبك وحسن ذوقك!
Unknown page