230

Murug al-dahab wa-maʿadin al-gawhar

مروج الذهب ومعادن الجوهر

وهي هرمز وبهمان وأرديبهشت وشهرير واسفندأرمر وخرداذ ومرداذ وعيبافر وأفر وأبان وخورماه وتيروجوش ودبر ومهر ودمل وأسروش وفروردين وبهرام، وفيه يقول الشاعر:

باكر بنا لدة المدام ... في يوم سبت ويوم رام

شريطتي فيه أن تراني ... وقت الضحى فاتر الكلام

وباد وديبادين وأذر وأشتاد وأسمان وداماد ومار وسفند وأنيران.

فأما أي أمه م المعروفة بالفرودجان فهي أهندكاه أسميهاه مشركاه مشروكاه كاساه.

وكانت العرب تسمي هذه الأيام الخمسة: الهرير، والهبير، وقالب الفهر، وحافل الضرع، ومدحرج البعر.

كبس الفرس

وكانت الفرس تكبس في كل مائة وعشرين سنة شهرا، وإنما أخروا ذلك إلى مائة وعشرين سنة، لأن أي أمه م كانت سعودا ونحوسأ - فكرهوا أن يكبسوا في كل أربع سنين يومأ، فتنتقل بذلك أيام السعود إلى أيام النحوس، ولا يكون النيروز أول يوم من الشهر، والله تعالى أعلم.

ذكر سني العرب وشهورها وتسمية أيامها ولياليها

أسماء الشهور

شهور الأهلة: أولها المحرم، وأيامها ثلثمائة وأربعة وخمسون يوما، تنقص عن السرياني أحد عشر يوما وربع يوم، فتفرق في كل ثلاث وثلاثين سنة سنة؛ فتنسلخ تلك السنة العربية، ولا يكون فيها نيروز، وقد كانت العرب في الجاهلية تكبس في كل ثلاث سنين شهرا وتسميه النسيء وهو التأخير وقد ذم الله تبارك وتعالى فعلهم بقوله: " إنما النسيء زياعة في الكفر " ورسمت العرب الشهور فبدأت بالمحرم؛ لأنه أول السنة، وإنما سمته المحرم لتحريمها الحرب والغارات فيه، وصفر بالأسواق التي كانت باليمن تسمى الصفرية، وكانوا يمتارون منها، ومن تخلف عنها هلك جوعا، وقال نابغة ذبيان:

إني نهيت بني ذبيان عن أفق ... وعن ترفهم في كل أصفار

وقيل: إنما سمي الصفر لأن المدن كانت تخلو فيه من أهلها بخروجهم إلى الحرب، وهو مأخوذ من قولهم: صفرت الدار منهم، إذا خلت، وربيع، وربيع؛لارتباع الناس والدواب فيهما، فإن قيل: قد توجد الدواب ترتبع في غير هذا الوقت، قيل: قد يمكن أن يكون هذا الاسم لزمهما في ذلك الوقت فاستمر لعريفهما بذلك مع انتقال الزمان وإخلافه، وجماعي؛وجماعي؛ لجمود الماء فيهما في الزمان الذي سميت به هذه الشهور؛ لأنهم لم يعلموا أن الحر والبرد يدران فتنتقل أوقات ذلك، ورجب؛ لخوفهم إياه، يقال: رجبت الشيء، إذا خفته، وأنشد:

فلا تهيبها ولا ترجبها

وشعبان؛ لتشعبهم إلى مياههم وطلب الغارات، ورمضان؛ لشدة حر الرمضاء فيه ذلك الوقت، والوجه الأخر أنه اسم من أسماء الله تعالى ذكره، ولا يجوز أن يقال رمضان، وإنما يقال: شهر رمضان، وشوال؛ لأن الإبل كانت تشول في ذلك الوقت يأذنا بها من شهوة الضراب، تشاءمت به العرب، ولذلك كرهت التزويج فيه، وذو القعدة،لقعودهم فيه عن الحرب والغارات، وذو الحجة؛ لأن الحج فيه.

الأشهر الحرم شهور الحج

والأشهر الحرم هي: المحرم،ورجب، وذو القعدة، وذو الحجة.

وأشهر الحج: شوال، وذو القعدة، وعشر من في الحجة، والأيام المعلومات العشر، والأيام المعدودات أيام التشريق، والتعجيل باتفاق غير جائز إلا في اليوم الثالث من يوم النحر، فدل ذلك على أن أولها ثاني يوم النحر، ولو كان يوم النحر من المعدودات كان يوم التعجيل في ثلاثة أيام، وهذا خلاف القرآن؛ لإخبار الله تعالى أن التعجيل في يومين من المعدودات وإذا كانت المعدودات ما وصفنا صح أن المعلومات منها، والذبح في يوم النحر ذبح في المعلومات لكونه منها.

ولا تمانع بين العرب أن يقول القائل أتيتك في الشهر، والإتيان إنما كان في بعضه. وجئتك في اليوم والمجيء في بعض أوقاته، ولا يصام يوم النحر، ولا يوم الفطر، ولا أيام منى، لفرض ولا تطوع؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك؛ ولم يخص فرضا من تطوع بالنهي، فالواجب الامتناع على وصفنا.

وقد ذكر عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام ثلاثة أيام التشريق وفي جميع ما ذكرنا من المعلومات والمعدودات والصيام في أيام التشريق خلاف بين الناس، وأيام التشريق أولها ثاني النحر، وآخرها اليوم الثالث عشر من في الحجة إلى العصر.

تسمية أيام التشريق

Page 249