274

Murtajal

المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب

Investigator

علي حيدر (أمين مكتبة مجمع اللغة العربية بدمشق)

Edition Number

دمشق

Publication Year

١٣٩٢ هـ - ١٩٧٢ م

Genres

وبعد، فالإتباع أولى، وما قال (١) به المتقدمون في تقدير الخبر حسنٌ قوي. ومن أسماء الشرط "ما"، ويشرط بها فيما لا يعقل، تقول: ما تركب أركب، وكذا حكمها في الاستفهام أن تكون لما لا يعقل؛ ويستفهم بها عن صفات ما (٢) يعقل، وقال تعالى في الشرط بـ"ما" ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ﴾ (٣) [البقرة: ١٩٧]، وقال عز من قائل ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا﴾ (٤) [فاطر: ٢]. وأما "أي" فتصلح للعاقلين وغيرهم كما كانت في الاستفهام لهما، لأنها، بعضٌ من كل، وهذا معنى يوجد (٥) فيمن يعقل كما يوجد فيما لا يعقل، تقول: أي الناس تضرب أضرب كما تقول أي الناس تضرب؟ إذا استفهمت، وأي الخيل تركب أركب فتجزي (٦) بها فيما لا يعقل كما تستفهم بها عنه فتقول: أي الخيل تركب؟ قال تعالى في المجازاة

(١) في (ج): وما ذهب إليه المتقدمون من فرض الخبر لأن اسم الشرط مبتدأ والمبتدأ يقتضي خبرًا فحسن جميل. (٢) حاشية (آ) في نسخة: صوابه: من يعقل. (٣) البقرة ١: ١٩٧ ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ... وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ...﴾. (٤) فاطر ٣٥: ٢ ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ...﴾. (٥) في (ج): يوجد ممن يعقل كما يوجد مما لا يعقل. (٦) في (ج) فتجازي.

1 / 271