47

Muqaffa

المقفى الكبير

Investigator

محمد اليعلاوي

Publisher

دار الغرب الاسلامي

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

درهم رمّوا به الحائط فقد رأيته قد تشعّث. وقال للرسول: خذ أنت عشرة آلاف درهم لعنائك من بلخ. فما وضع يده على درهم منها، وأخذ كساءه ووضعه على عنقه، وخرج من عسقلان، فما علمناه عاد إليها. وقال: «ما [١٥ أ] صدق الله عبد أحبّ الشهرة!» وخرج من بيت المقدس فمرّ بمسلحة فقالوا: عبد؟ قال: نعم. قالوا: ابق؟ قال: نعم. فذهبوا به فحبسوه بالسجن بطبريّة. فجاء رجل يطلب غلاما له أبق من بيت المقدس. فقالوا له: «إنّ مسلحة كذا وكذا قد أصابوا غلاما آبقا، فهو في السجن بطبريّة». فذهب إلى السجن فإذا هو إبراهيم بن أدهم. فقال: سبحان الله! ما تصنع ههنا؟ فقال: أنا هنا ما أحسن مكاني! فرجع الرجل إلى بيت المقدس فأخبرهم، فجاءه الناس من بيت المقدس [وبعثوا] إلى أمير طبريّة فقالوا: إبراهيم بن أدهم ما يصنع في سجنك؟ فقال: ما حبسته. قالوا: بلى. فبعث إليه فجاء به فقال له: فيم حبست! قال: مررت بمسلحة. فقالوا: عبد؟ قلت: نعم، وأنا عبد الله. قالوا: آبق؟ قلت: نعم، وأنا آبق من ذنوبي. فخلّى سبيله. [إذعان الوحوش له ..]: وقال عبد الله بن الفرح القنبريّ العابد: اطّلعت على إبراهيم بن أدهم في بستان بالشام، وهو مستلق. وإذا بحيّة في فمها طاقة نرجس. فما زالت تذبّ عنه حتى انتبه. وقيل لإبراهيم بن أدهم: هذا السبع قد ظهر لنا. قال: أرونيه. فلمّا رآه جاءه وقال: يا قسورة (١)، إن كنت أمرت فينا بشيء فامض لما أمرت به، وإلّا فعودك على بدئك! فولّى السبع ذاهبا يضرب بذنبه. فعجبوا كيف فهم السبع كلامه. فأقبل عليهم فقال: قولوا: اللهمّ احرسنا بعينك التي لا تنام، واكنفنا بركنك الذي لا يرام. وارحمنا بقدرتك علينا فلا نهلك، وأنت رجاؤنا، يا الله! يا الله! يا الله! قال خلف بن تميم: فما زلت أقولها منذ سمعتها، فما عرض لي لصّ ولا غيره- وفي رواية: قال خلف: فأنا منذ سمعت هذا أدعو به عند كلّ شدّة وكرب، فما رأيت إلّا خيرا- وفي رواية: أنا أقولها على ثيابي إذا دخلت الحمّام، وعلى نفقتي منذ ستّين سنة أو سبعين سنة فما ذهب لي شيء. قال نصر بن منصور المصيصيّ أبو محمد: ورد إبراهيم بن أدهم المصيصة فأتى منزل أبي إسحاق الفزاريّ وطلبه، فقيل: هو خارج المدينة. فقال: أعلموه إذا أتى أنّ أخاه إبراهيم طلبه، وقد ذهب إلى مرج كذا وكذا يرعى فرسه. فمضى إلى ذلك المرج فإذا أناس يرعون

(١) في الحلية ٨/ ٤: يا أبا الحارث. وهي كنية الأسد. وبعض القصّة في عيون الأخبار لابن قتيبة ٢/ ٢٨٧.

1 / 50