حدثنا أبو معمر سعيد بن خثيم أن زيد بن علي كتب كتائبه، فلما خفقت راياته، رفع يديه إلى السماء ثم قال: الحمدلله الذي أكمل لي ديني والله ما يسرني أني لقيت محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ولم آمر امته بالمعروف ولم أنههم عن المنكر، والله ما أبالي إذا أقمت كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أنه أججت لي نار ثم قذفت فيها، ثم صرت إلى رحمة الله، والله لا نيصرني أحد إلا كان في الرفيق الأعلى مع محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ويحكم أما ترون هذا القرآن بين اظهركم جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن بنوه، يامعشر الفقهاء ويا أهل الحجى أنا حجة الله عليكم هذه يدي مع أيديكم على أن نقيم حدود الله ونعمل بكتاب الله ونقسم بينكم فيكم بالسوية.
سلوني عن معالم دينكم فإن لم آتكم بكل ما سألتم، فولوا من شئتم ممن علمتم أنه أعلم مني، والله لقد علمت علم أبي علي بن الحسين، وعلم جدي الحسي،ن وعلم علي بن أبي طالب وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعيبة علمه، وإني لأعلم أهل بيتي، والله ما كذبت كذبة مذ عرفت يميني من شمالي ولا انتهكت محرما مذ علمت أن الله يؤاخذني، فاسألوني.
من كلام الإمام زيد أثناء قتاله لأهل الشام
حدثني السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين الحسني قال أخبرنا السيد أبو عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي، قال: اخبرنا إبراهيم بن أحمد، حدثنا علي بن الحسين الأصفهاني، حدثنا محمد بن الحسين في كتابه إلي ، قال:حدثنا محمد بن عمر بن وليد، قال:
سمعت محمد بن الحصين المقرئ يقول لما وقف زيد بن علي حين خرج قال: الحمدلله الذي أراني نفسي في هذا المكان، فقد كنت استحي أن القى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم آمرفي أمته بمعروف، ولم أنه عن منكر.
Page 55