براعة الإمام زيد في المناظرة
حدثني أبو الحسين يحيى بن الحسين الحسني اخبرنا الشريف أبو عبدالله محمد بن علي الحسيني الكوفي، قال: أخبرنا زيد بن حاجب قراءة اخبرنا محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي قراءة، حدثنا عباد بن يعقوب، اخبرنا عبدالله بن زياد صاحب السراح وكان من اصحاب إبراهيم،
عن محمد بن قيس، قال عباد قد رايته وكان شيخ صدق قال: كنت بواسط وزيد بن علي فيها، فكان الناس يغدون إليه من كل مكان يكلمونه ، فكان يأخذ من القوم في كلامهم حتى يقولوا هذا منا، ثم ينقض عليهم حرفا حرفا حتى يقوموا وليس في ايديهم منه شيء.
الإمام زيد مع هشام
ذكر السيد يحيى بن الحسين العقيقي في كتاب (النسب) عن شيوخه :
أن زيد بن علي دخل على هشام بن عبدالملك وقد جمع هشام الشاميين فسلم عليه زيد ثم قال: ليس من عباد الله أحد فوق أن يوصى بتقوى الله ولا من عباد الله أحد دون أن يوصى بتقوى الله، إني أوصيك بتقوى الله، فقال: هشام أنت زيد المؤمل للخلافة والراجي لها، وما أنت والخلافة لا أم لك، وأنت ابن أمة، فقال له: زيد بن علي إني لا أعلم أحدا أعظم من نبي بعثه الله وهو ابن أمة فلو كان به تقصير عن منتهى غاية، لم يبعث وهو إسماعيل بن إبراهيم، والنبوة أعظم منزلة عند الله من الخلافة يا هشام، فكانت إم إسماعيل مع أم إسحاق كأمي مع أمك، ثم لم يمنعه الله منه أن يجعله أبا العرب وأبا خير البشر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما يقصر برجل أبوه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو ابن علي بن أبي طالب، فوثب هشام من مجلسه وتفرق الشاميون، فدعا قهرمانه وقال: لا يبيتن هذا في عسكري، فخرج أبو الحسين زيد ابن علي وهو يقول لم يكره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا.
قال: فنقلت تلك الكلمة إلى هشام فقال: يذهب يخرج علي.
Page 52