al-Muntazam fi tarih al-muluk wa-l-umam

Ibn al-Gawzi d. 597 AH
109

al-Muntazam fi tarih al-muluk wa-l-umam

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم

Investigator

محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Publisher Location

بيروت

Genres

History
وَقَالَ غيره: أرض الحبشة مسيرة سبعة فراسخ، والفرسخ عشرة ألف ذراع. وَقَالَ معتب بْن سمي: الأَرْض ثلاثة أثلاث، فثلث لِلنَّاسِ والشجر والدواب، وثلث هواء، وثلث بحار [١] . قَالَ أَبُو الوفاء بْن عقيل: [٢] ونقلت من كتاب الهندسة: ذكر علماء الهندسة أَن الأَرْض عَلَى هيئة الكرة عَلَى تدوير الفلك، موضعه فِي جوف الفلك كالمحة، فِي جوف البيضة، وإن النسيم يحيط بها كالبياض من البيضة حول المحة، وان الفلك يحيط بالنسيم كاحاطة القشرة البيضاء بالبياض المحيط بالمحة، وَالأَرْض مقسومة نصفين بينهما خط الاستواء، وَهُوَ من المشرق إِلَى المغرب، وَهُوَ طول الأَرْض، وَهُوَ أكبر خط فِي كرة الأَرْض كَمَا أَن منطقة البروج أكبر خط فِي الفلك، وعرض الأَرْض من القطب الجنوبي [٣] الَّذِي تدور حوله بنات نعش. واستدارة الأرض في موضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون درجة، والدرجة خمسة وعشرون فرسخا، والفرسخ اثنا [٤] عشر ألف ذراع، والذراع أربعة وعشرون إصبعا، والإصبع ست حبات من شعير مضمومة، فتكون جميع ذَلِكَ تسعة آلاف فرسخ، وبين خط الاستواء وبين كُل واحد من القطبين تسعون درجة، واستدارتها عرضا مثل ذَلِكَ، إلا أَن العمارة بَعْد خط الاستواء أربع وعشرون درجة، ثُمَّ الباقي قَدْ غمره البحر الكبير، فنحن عَلَى الربع الشمالي من الأَرْض. والربع الجنوبي خراب لشدة الحر والنصف الَّذِي تحتنا لا ساكن فِيهِ، وكل ربع من الشمالي والجنوبي سبعة أقاليم، والإقليم هُوَ البلدان الَّتِي يتفق عرضها فِي مسير الشمس وارتفاع درجها. وَقَالَ بَعْضهم فِي تقدير مَا غمر من الأَرْض بالبحار: أَن موضع البر منها كسواد القمر من القمر، ومعمورها كسرا منه. وذكر بَعْض الْعُلَمَاء أَن غاية مَا يمكن ارتفاع البنيان فِي الجو مقدار ميلين، فَإِنَّهُ مبلغ أعالي الجبال عَلَى استقامتها بغير تقريح ولا تدريج.

[١] الخبر في المرآة ١/ ٦١. [٢] قارن بابن خرداذبه ٤، والادريسي ١/ ٧، وابن الفقيه ٤، ومعجم البلدان ١/ ١٤. [٣] من المرآة ٦١: «من القطب الشمالي» [٤] ما بين المعقوفتين: من المرآة.

1 / 130