al-Muntazam fi tarih al-muluk wa-l-umam

Ibn al-Gawzi d. 597 AH
104

al-Muntazam fi tarih al-muluk wa-l-umam

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم

Investigator

محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Publisher Location

بيروت

Genres

History
مِنْ غَيْرِ أَنْ يَدْحُوهَا قَبْلَ السَّمَاءِ، ثُمَّ دَحَا الأَرْضَ بَعْد ذَلِكَ [١] . وَقَدْ رَوِّينَا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «خلق الله النجوم والشمس والقمر والملائكة يوم الجمعة إلى ثلاث ساعات منه» . وروى عطاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ الشَّجَرَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ وَالطَّيْرَ وَالْوُحُوشَ وَالسِّبَاعَ يَوْمَ الْخَمِيسِ. وَقَالَ الرَّبِيع بْن أَنَس: خلق اللَّه الْمَلائِكَة يَوْم الأربعاء، وخلق الجن يَوْم الخميس. وَقَدِ اختلف هل خلق الليل قبل النهار عَلَى قولين، أصحهما أَن الليل أسبق لأن النهار من ضوء الشمس. فصل ولا يختلف الناقلون أَن كُل يَوْم من هذه الأيام الستة المذكورة بمقدار السنة، وَرَوَى عكرمة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: الستة الأيام الَّتِي خلق اللَّه فِيهَا السموات وَالأَرْض كُل يَوْم منها كألف سَنَة [٢] . وَكَذَلِكَ قَالَ كعب والضحاك. فعلى هَذَا يَكُون مبتدأ الخلق إِلَى حِينَ تكامله سبعة آلاف سَنَة تنقص شَيْئًا، هَذَا مقدار لبث آدَم فِي الْجَنَّة، فَإِن آدَم ﵇ آخر المخلوقات، وَقَدْ لبث فِي الْجَنَّة بَعْض يَوْم. قَالَ المصنف: ولا أرى من ذهب إِلَى أَن كُل يَوْم مقداره ألف سَنَة أخذه إلا من قَوْله تَعَالَى: وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ٢٢: ٤٧ [٣] . وَهَذَا المراد بِهِ أَيَّام الآخرة، وليس يقوم ذَلِكَ دليلا عَلَى أَن الأيام المتقدمة مثل المتأخرة. والذي أراه [أَن] [٤] الستة أَيَّام الَّتِي خلقت فيها الأشياء عَلَى مثال أيامنا بدليل النقل والمعنى.

[١] الخبر في الطبري ١/ ٤٨، وهو هنا مختصر، وفي الطبري: «عن ابن عباس»: قوله ﷿ حيث ذكر خلق الأرض قبل السماء قبل الأرض، وذلك أن الله خلق الأَرْضَ بِأَقْوَاتِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَدْحُوهَا قَبْلَ السماء، ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات، ثم دحا الأرض بعد ذلك، فذلك قوله تعالى: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها ٧٩: ٣٠. [٢] تاريخ الطبري ١/ ٥٩. [٣] سورة: الحج، الآية: ٤٧. [٤] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.

1 / 125