152

Muntaqa Min Cismat Anbiya

Genres

============================================================

المنتقى من عصمة الأنبياء وسلطه على خلقه وإن لم يكن ذلك أصلح لهم وذلك منه عدل، خلافا لما يقوله المعتزلة أن ما هو الأصلح للعباد واجب على الله.

وقوله تعالى: والقينا على كرسيهء جسدا.1 قال بعض أهل التأويل: " إن المراد من الكرسي هو الملك ، يعني أدخلنا في ملكه جسدا. وقال بعضهم: الكرسي هو السرير، والجسد الملقى عليه إبليس. قال الشيخ الإمام: سمعث الفقيه أبا الحسن الؤ، سثل عن جلوس إبليس على كرسي سليمان فقال: إنا لا نشهد /727ظ) على ذلك، ولكن لو صح لا يبعد. فسئل أن الإيمان بسليمان في ذلك الوقت كان فرضا، ومن نظر إلى ابليس على السرير فقال: "آمنث بك" كيف يصح إيمانه بسليمان؟ فأجاب الشيخ وقال: بأن الداخل وإن كان يشير إلى إبليس ولكن يقع إيمانه بسليمان لا بإبليس، إذ الإيمان يتعلق بالاعتقاد لا بالإشارة، كواحد من الأعراب إذا كان يأتي المدينة في زمن النبي ظل فأبصر شخصا فظنه محمدا فقال: ل"آمنث بك" وفي اعتقاده أنه يؤمن بمحمد النبي ظايل ولكن حسب هذا الشخص نبيأ، يصير مؤمنا وإن أخطأت إشارته. ولا يروى بأكثر من جلوسه على سرير سليمان ظل. فأما ظهور البرهان والمعجزة على يديه [فهو] ممتنع محال فيكون جلوسه إراءة منه آنه ملك. وفي ذلك الوقت كان في كل قطر ملك من الكفار فيعد إبليس من أولثك المتصدرين في ظاهر الملك. ولا نقصان في حال سليمان في زوال ملكه اذ لم يعزل1 عن الرسالة، ولعله في وقت فراغه عن ظاهر ملكه آنس بذكر الله تعالى وأصفى حالا مما كان قبله. وتعدى سره عن النظر إلى الملك بالنظر إلى الملكوت، كما قال الخليل قالل بعد خروجه من النار: "ليت عيشي في النار"،* وإن كان يتراءى4 للناظرين لحوق نقص سورة ص، 3438.

: التفسير معناه.

م: إذا العزل.

ل: التصدين،م: المتصدقين انظر: الدر المنثور للسيوطي، 322/4.

: واصفا.

4 في النسختين: يترايا

Page 152