140

Muntaqa Min Cismat Anbiya

Genres

============================================================

النتقى من عصمة الأنبياء لخصومة الملكين مع حال داود ظاي.

وقوله تعالى: وظن داؤد أنما فتنه2 الظن بمعنى اليقين ههنا، وذلك جائز كما في قوله تعالى: الذين يظنون أنهم ملقوا ربهم}.2 والفتنة بمعنى الاختبار لأجل الإخلاص. قال الله تعالى: وفتنك فنونا)،، أي أخلصناك بالبلايا إخلاصا. ففي تعريف تلك الحالة عن الملكين خلوص داود عن استعجال الحظوظ واستجلاب1 المرادات بجده وسعيه وقطع" النظر عن غير الله في المدح والذم. وقوله تعالى: /[66و] فأستغفر ريبه 8 قد ذكرنا أن الاستغفار من الأنبياء على ثلاثة أوجه4 أحدها10 استدامة الستر عليهم والعصمة لهم. سأل داود ظيل أن يديم عليه ستره ولا يزيل عصمته في الفتنة وغيرها. والثاني أن الاستغفار في مقام العبادة خصلة شريفة كان الأنبياء أحق بإقامة تلك الخصلة. والثالث أن العبد وإن جل قدره فهو مستقصر نفسه في حق الله تعالى عليه في عبادته. والأنبياء في صفاء سريرتهم ونفاذ بصيرتهم أعرف الخلق بقصور آنفسهم عن قضاء حق الربوبية لما كوشف لهم من جلال الله وعظمته وكثرة جوده وإفضاله، فيتلاشى أحوالهم في مقاماتهم فيرون قصور آنفسهم تقصيرا فيستغفرون ربهم. ولهذا قال ظي: "إني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرةه، 11 أفترى أنه كان يذنب مائة ذنب في كل يوم12 فيستغفر لذلك؟13 وسنذكر سورة ص، 2438.

1 ل: ملكين سورة البقرة، 46/2.

يقول الله تعالى في موسى ظ : ( وقثلت نفسا فنجينلك من الفو وفلتك فتونا (سورة طه40/2).

واستحلاء: 5م: تلك الحال.

1 سورة ص 2438.

2: ورفع انظر: الصفحة 341 الورقة 115و.

10ل- على ثلاثة أوجه أحدها؛ م: وأحدها.

1مسند آحمد ين حنبل، 45/2، 260/4؛ وصحيح مسلم، الذكر والدعاء 41؛ وسنن آبي داود، الوتر 26.

12 ل- في كل يوم 13 ل: بذلك.

Page 140