============================================================
نور الدين الصابوني وكفران النعم حتى يؤمر بالشكر، ولكن آمر به ابتداء فيأتمرا به كما كان يأتمر قبل هذا فيظهر للناس أن الوصول إلى الزيادة طريقة الشكر لا التمني والشكر اغتنام الموجود واستعظامه من غير رؤية الاستحقاق لنفسه، بل بالمن والإفضال من الله تعالى ومن تمنى مقاما أرفع من مقامه2 الذي هو فيه فليس بشاكر لمقامه،4 فأما من رغب إلى ذلك فهو شاكر. والفرق بين الرغبة والتمني أن التمني يكون بدون المجاهدة، والرغبة مع المجاهدة. ولكن ربما يقع الاشتباه بين الرغبة والتمني فيمتحن بين الشكر والكفران. فكما استقام في مقام فعليه المجاهدة 67هو] لمعرفة التمييزء بين الرغبة والتمني. فإن شكر الموجود وانتظر المفقود فهو راغب وهو محمود، وإن استحقر الموجود وتمنى المفقود فهو مستدرج وممكور. فنبه الله تعالى نبيه موسى تل على استعظام الموجود من الرسالة، والكلام بإقامة الشكر منتظرا نيل الزيادة وهي الرؤية لوقتها. والله أعلم بسرائر الأنبياء.
وقوله تعالى: رب لو شنت أهلكنهر من قبل وايى. ظاهر هذا الكلام يوهم آنه يسخط على حكم الله تعالى باهلاك قومه ويبرئ نفسه من استحقاق الهلاك بفعل غيره. لكنه صلوات الله عليه أظهر بهذا الكلام مقام التوحيد والمشيثة1 لله تعالى في إهلاك نفسه وقومه، ولو شاء أن يهلك من قبل لنفذت" مشيئته، ولكنه شاء في هذا الوقت. وقوله: أتملكنا *ما فعل الشفهاء منا8 [فيه] إظهار التضرع والابتهال والاستكشاف عن حقيقة الحال، أنك هل تهلكنا بما فعل السفهاء منا أم لا تهلكنا، إذ لك المشيثة في إهلاكنا ابتداء من غير سفه منا؟ فأحت أن يخبره الله تعالى آنه يهلكه أو لا يهلكه فيطمئن قلبه بوعد الله، فكأنه كوشف بآثار الرحمة فظن أنه يلي 2م: والفضل.
1ل: فتاتمر م: من مقام بمقامه.
ل: إن المشيثة.
5ل: التميز : لنفدت، 1 سورة الأعراف، 1557.
Page 121