============================================================
نور الدين الصابوني من أمارات الضجر والقلق فاستغفر لذلك لنفسه ولأخيه،1 ليعلم بذلك أن العبد وإن جل قدره ومنزلته في الباطن يعاتب بتقصير في الظاهر: ونظير ذلك سهو النبي ظا في صلاته ما كان لاشتغال قلبه بأشغال الدنيا ولكن غلب على قلبه رؤية عظمة الله تعالى فغشي عليه في تلك الهيبة حتى وقع السهو ومع ذلك لما وقع التقصير في الظاهر أمر بالسجدة جبرا لذلك ليقتدي به من بعده. وإنما خص نفسه وأخاه بسؤال المغفرة لأنهم كانوا كفرة، ولا عفو ولا مغفرة للكافر وقوله تعالى: قال فما خطبلك يسكمري}،5 ثم ذكر قصة السامري {فقبضت قبضة من أثر الرسول}،1 فيه دليل أنه قد يزئن العمل السيء للعبد فيباشره فيهلك بذلك، ودليل أنه يجوز أن تصير أسباب البركة لبعض الناس أسباب الهلكة، فإن رؤية آثار أقدام الرسول من أسباب البركة، ولكن لما وصل إلى أهل الشقاوة صار أسباب الهلاك /(47 و]ا ليعلم أن الله هو النافع والضار بأي سبب شاء. قال الله تعالى في الأسباب الضارة: وما هم بضارين بد من أحكه إلا بإذن الله}،7 ليروا النفع والضر من الله تعالى ويتحرزوا عن الاعتماد والسكون إلى غير الله تعالى ويخافوا من التسليط لا من التسلط. وقيل: إن آثار قدم الرسول لم يتغير لكن شؤم الاختيار أثر4 في إشقائهم وإغوانهم، كما قالوا في الحجر الأسود أنه كان أبيض مضيئا لكنه اسود لكثرة مماسة الكفرة. وفيه تحذير عن صحبة الأشرار والفجار. وقيل: إنهم حجبوا عن تلك البركة كما قال الله: جعلنا بينك ونين الذين لا يؤمثون بالآخرة ححابا تستورا}.9 قال أهل الحقيقة: غار الله على حبيبه أن يأخذ الحظ منه من ليس بأهله.
ل: وأخيه.
2م: وإن جل منزلته.
: فقريا: اتظر: حيح البخاري، السهو 1-3؛ وستن النائي، السهو 21- 22.
سورة طه،0 95/2 سورة طه،96/2.
سورة البقرة، 102/2.
8 از اكثر: ولذا قرأت الفرمان جعلتا بينك ويين الزين لا يؤمثون بالآخرة حبابا تستودا) (سورة الإسراء، .(45/17
Page 103