غير أني أعرضت فيه، وعن حال الشيوخ، ورويت عن كل أحد حسب ما سمعت منه، ولما وافيت بلخ في سنة ست وأربعين رأيت في الخزانة التي وضعها شيخنا الإمام أبو شجاع عمر بن أبي الحسين البسطامي، كتاب المعجم لشيوخ أبي محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ، فاستحسنته لأنه يذكر شيخه، ونسبه، وبلده، وسيرته، وعمن أخذ العلم، وعمن سمع الحديث، وفاته، ويروي له حديثا أو حديثين، ثم جمع بعد ذلك شيخنا عمر بن أبي الحسن البسطامي، ذكره الله بالخير، مشيخة لنفسه جمع فيها شيوخه بسؤالي إياه، وقرأت بعضه ببلخ سنة ست وأربعين وتممت الباقي عليه ببخاري سنة تسع وأربعين، فأردت الاقتداء بهما، والاقتفاء لآثارهما؛ لأن الله تعالى جده، وتوالى جوده، قد كان حفيا بي، ووليا لي، حيث حبب إلي الحديث، وزينه في قلبي، ورزقني سماع كل سنة حسنة،
1 / 113