120
فلا تلدي ولا ينكحكِ مثلي ... إذا طردَ السفا هيفًا نصولا وأجدبتِ البلادُ فكنَّ غبرًا ... وعادَ القطرُ منزورًا قليلا فإنكِ إن سألتِ سراةَ قومي ... إذا ما حربهم نتجت فصيلا ألستُ أعدُّ سابغةً ونهدًا ... وذا حدينِ مشهورًا صقيلا وأعفو عن سفيههمِ وأرضى ... مقالةَ من أرى منهم خليلا بجنبِ الشعبِ يرهقني إذا ما ... مضى فيهِ الرعيلُ رأى رعيلا ونحنُ معاشرٌ خرجوا ملوكًا ... تفكُّ عن المكبلةِ الكبولا متى ما تأتِ نادينا تجدنا ... جحاجحةً خضارمةً كهولا وشبانًا إذا فزعوا تغشوا ... سوابغَ يسحبونَ لها ذيولا الشمردل بن شريك وقال الشمردل بن شريك اليربوعي: بانَ الخليطُ فأدلجوا بسوادِ ... وأجدَّ بينهمُ على ميعادِ لما بدا وهجُ السمومِ وعارضت ... هيفُ الجنوبِ أوائلَ الأورادِ وتصوبت سورُ الإخاذِ وذكرت ... بالعدِّ من هو بالتنوفةِ بادِ وجرى السرابُ على الأماعزِ بعدما ... خبَّ السفا بظواهرِ الأسنادِ كرهوا الرواحَ فقوضوا بأصيلةٍ ... ودعا برائحةِ الجمالُ منادي بجوازيءٍ كصفا الأسيلِ تربعت ... مستنَّ أوليةٍ وصوبَ عهادِ في سامقٍ غردِ الذبابِ ترى لهُ ... صحنًا بكلِّ قرارةٍ ووهادِ حتى إذا عفتِ السحوجُ وغمها ... نيُّ الكلي ومواضعُ الأقتادِ طارت عقايقها وقد علقَ السفا ... خدمًا بجلتها من الأقيادِ وسعى القطينُ فصافحت برؤوسها ... خدرُ الأزمةِ أيديَ الأوغادِ وعرفنَ عادتهنَّ ثمَّ منعنها ... من كبرياءِ بهنَّ غير شرادِ جنى إذا علقت أزمتها البرى ... راجعنَ دلَّ نجابةٍ وقيادِ غلبُ الرقابِ كأنَّ هامُ رؤوسها ... من فوقِ أعينها مقابرُ عادِ من كلِّ مختلفِ الشؤونِ مفرجٍ ... صعقِ الشباةِ يهمُّ بالإيعادِ وكسينَ من ربذِ الأشلةِ زينةً ... حينَ استبانَ من الصباحِ هوادي ثمَّ استقلَّ منعماتٌ كالدمى ... شمسُ العتابِ قليلةُ الأحقادِ كذبُ المواعدِ لا يزالُ أخو الصبا ... منهنَّ بينَ مودةٍ وبعادِ حتى ينالَ حبالهنَّ تخلبًا ... عقلَ الشريدِ وهنَّ غيرُ شرادِ والحبُّ يعطفُ بعدَ هجرٍ بيننا ... وبهيجُ مغتبطًا لغيرِ تعادِ كالحائماتِ يرينَ شربًا دونهُ ... رصدُ الشريعةِ والقلوبُ صوادي ولقد نظرتَ وردَّ نظرتك الهوى ... بكثيبِ تلعةَ والقلوبُ صوادي والآلُ يتضعُ الحدابَ وتغتلي ... بزلُ الجمالِ إذا تشنعَ حادي كالزنبريِّ تقاذفتهُ لجةٌ ... يصدعنها بكلاكلٍ وهوادي في موجِ ذي حدبٍ كأنَّ سفينهُ ... دونَ السماءِ على ذرى أطوادِ إنا لننفعُ من أردنا نفعهُ ... ويخافُ صولتنا الذين نعادي والموتُ يولعُ كلَّ يومِ وقيعةٍ ... منا بأهلِ سماحةٍ وذيادِ أمثالِ عقبةَ والعلاءِ وعامرٍ ... والسجفِ غير مغمرَّ وزيادِ كانوا إذا نهلَ القنا بأكفهم ... سلبوا السيوفَ أعالي الأغمادِ فتيانُ مكرمةٍ وشيبٌ سادةٌ ... مثرونَ ليسَ بحورهم بثمادِ وهمُ الحماةُ إذا النساءُ استعبرتِ ... والمطعمونَ عشيةَ الصرادِ ولقد علمتُ ولو مضوا لسبيلهم ... وأطالَ ذكرهمُ ضميرُ فؤادي إنَّ المصابَ وإن تلبثَ بعدهُ ... كرواحِ مرتحلٍ وآخرَ غادي وقال أيضًا: طربتُ وذو الحلمِ قدِ يطربُ ... وليسَ لعهدِ الصبا مطلبُ خلا واسطٌ وكأن لم يكن ... بهِ منزلُ الحيَّ والربربُ قيامًا تفادينَ فوقَ الكثيب ... تداعى بهِ بدنٌ كعبُ ثقالُ الروادفِ نجلُ العيونِ ... لهنَّ فؤادك مستصحبُ وأسرعَ في البينِ قيلُ الوشاةِ ... ولا يعدمُ الناسَ من يشغبُ ولا يلبثُ الدهرُ ذا سلوةٍ ... تراوحهُ الشرقُ والمغربُ ومرُّ الليالي وأيامها ... وبدءُ الحوادثِ والعقبُ وكم من نعيمٍ ومن عبرةٍ ... تقضى إلى أجلٍ يكتبُ فإن يكُ صحبكَ لم يربعوا ... وقالوا ترحلنا أصوبُ

1 / 120