وَتَرى الطَّيرَ على آثارنا ... رَأْيَ عَيْنٍ ثِقَةً أن ستمار
أخذه النابغة فقال:
إذا ما غَزوا بالجيش حَلّق فَوقهُمْ ... عَصائبُ طيرٍ تَهْتدي بِعصائبِ
جَوانح قَدْ أيقنَّ أن قبيلَهُ ... إذا ما التقى الجمعَانِ أوَّلُ غالِبِ
لَهُنَّ علْيهِم عادةٌ قَدْ عرفنها ... إذا عُرَّضَ الخَطيُّ فوقَ الكوائِبِ
واستجاد قوله بعض المحدثين من المؤلفين فقال مثل ابن الأفوه مثل ابتداء النابغة.
قال أبو محمد: وليس الأمر عندي كذلك لأن الأفوه سبق وأقتصر وشرح مراده في بيت وأطال النابغة، وأتى بإرادته في أبيات، وهذا حيف من قائله أو ضعف في النقد، ونقد الشعر صنعة، وما أكثر ما يعيب محاسنه عن كثير من العلماء وتستخرجه قرائح العقلاء، وقد أتبع هذا من المتأخرين مسلم فقال:
قَدْ عَوَّدَ الطَّيْرَ عادات وَثِقْنَ بِها ... فَهُنَّ يَتْبعنْهُ في كُلِّ مُرْتَحل
وقال أبو نواس:
تَتأيَّأ الطيرُ غَدْوته ... ثِقَةً بالشّبْعِ من جَزَرِهْ
وزعم عمرو الوراق قال: قلت له ما تركت للنابغة شيئًا - فقال: أسكت -