٣٢ -
(وَإِذَا اشْتَاقَتْ نَفْسٌ وَجَدَتْ ... أَلَمًا بالشَّوْقِ المُعْتَلِجِ)
وَإِذا اشتاقت نفس أَي مَالَتْ إِلَى مطلوبها ميلًا تحرق بِهِ الأحشاء بِحَيْثُ لَا يسكن باللقاء والتنوين للتكثير والتنويع أَي نفوس كَثِيرَة صَادِقَة فِي الْمحبَّة راسخة فِي الْمعرفَة وجدت ألما تنوينه للتكثير والتنويع أَيْضا بالشوق أَي شوقها المعتلج أَي الشَّديد وأل فِي الشوق لتعريف الْعَهْد الْخَارِجِي لتقدم مَا يسْتَلْزم مصحوبها والاشتياق أَعلَى من الشوق لِأَنَّهُ لَا يسكن باللقاء كَمَا مر. . بِخِلَاف الشوق قَالَ ابْن عَطاء الله والمحبة أَعلَى من الشوق أَيْضا لِأَنَّهُ ينشأ عَنْهَا وَيَأْخُذ مِنْهُ أَنَّهَا أَعلَى من الاشتياق أَيْضا وَفِي كل مِنْهُمَا وَقْفَة وَالْوَجْه حمله على الطَّالِب لذَلِك. . فَإِذا قصد الشوق فتحصيل الْمحبَّة أَعلَى مِنْهُ فِي حَقه لِأَن الثَّمَرَة إِنَّمَا تكون عَن مثمر والاعتناء بالمثمر قبل الثَّمَرَة أولى أما بعد حصولهما فَظَاهر أَن الشوق أَعلَى كمعرفة الله تَعَالَى مَعَ النّظر المحصل لَهَا. . والمحبة تنشأ عَن قُوَّة الْعلم بالمحبوب فَمن قوي علمه بِاللَّه كَانَت محبته لَهُ أَكثر وَمن عرف فضل الْعلم وَالْعَمَل أحبهما. . وَهِي لكَونهَا ميل الْقلب إِلَى الشَّيْء يَسْتَحِيل فِي حق الله تَعَالَى بِهَذَا الْمَعْنى فَالْمُرَاد لَازمه فمحبته تَعَالَى لعَبْدِهِ عصمته لَهُ وتوفيقه للقرب مِنْهُ وثناؤه عَلَيْهِ بِمَا يرقيه وتفضله عَلَيْهِ بِمَا يرقيه
1 / 111