٣١ -
(وَإِذَا أَبْصَرْتَ مَنَارَ هُدًى ... فاظْهَرْ فَرْدًا فَوْقَ الثَّبَجِ)
وَإِذا أَبْصرت بعد جدك فِي الْعلم وَالْعَمَل وإعراضك عَن الْعَوَارِض الدنيئة منار هدى أَي الطَّرِيق الْمُسْتَقيم فاظهر فَردا أَي فَاعل مُنْفَردا فَوق الثبج بِفَتْح الْبَاء أَي الْوسط أَو الْمُعظم من منار الْهدى لتصير من المختصين بِهِ المتمكنين مِنْهُ والمنار مفعل من النُّور وَهُوَ مَا يحل فِيهِ النُّور وَهُوَ أَيْضا الْعلم الَّذِي ينصب فِي الطَّرِيق للاهتداء بِهِ واستعار الإبصار وَهُوَ رُؤْيَة الْعين للْعلم لِأَن المحسوس أجلى من الْمَعْقُول فشبهه بِهِ فِي الْجلاء واستعار بعد تَشْبِيه الْهدى بالمنار والنور للدليل الْوَاضِح الْمُفِيد للْعلم وَالْعَمَل أَو للشَّيْخ الْمُفِيد لذَلِك فقد قَالُوا من لم يكن لَهُ شيخ فالشيطان شَيْخه وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو مَدين من لم يَأْخُذ أدبه من المتأدبين أفسد من يتبعهُ وَقَالَ أَيْضا الشَّيْخ من هذبك بأخلاقه وأدبك بإطراقه أنار باطنك بإشراقه فتشبيهه الْهدى بِالنورِ اسْتعَار بِالْكِنَايَةِ وَإِثْبَات الْمنَار لَهُ اسْتِعَارَة تخييلية واستعار الثبج لأقوى وأشرف أَدِلَّة الْعلم وَأَسْبَاب الْعَمَل لِأَن وسط كل شَيْء خِيَاره ومعظمه أقواه وأل فِيهِ
1 / 109